اخر الأخبارالمراقب والناسالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

تلوث وجفاف الأنهار يطيحان بالثروة السمكية في الوسط والجنوب

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف..
أعادت حادثة نهر اليهودية في بابل، قضية نفوق الأسماك الى سطح الأحداث مجدداً، بعد أن ظلت بعيدة عن الأنظار وكاميرات الإعلام، غارقة في بحر النسيان أحيانا، والتجاهل في أحيان أخرى، حيث أعلنت بيئة بابل، أمس الأحد، عن نتائج التحقيق بنفوق أسماك النهر المذكور، وقالت، إن النتائج تؤكد غياب المؤشرات على إصابة الأسماك بالمرض، ما يرجّح تعرضها لحالة تسمم بيئي، بسبب تفريغ المياه الثقيلة والنفايات في النهر ليلاً، ما يعزز فرضية التلوث كسبب رئيسٍ للنفوق، وفقاً لتعبيرها، فضلا عن الجفاف الذي يعد السبب الرئيس الأول للنفوق الجماعي للأسماك طوال السنوات الماضية .
مديرية بيئة بابل أكدت، أن الفرق سحبت عينات من مياه النهر وقامت بتشريح الأسماك النافقة لإجراء التحاليل اللازمة والنتائج الأولية للتحاليل المخبرية والتشريحية، لم تُظهر أي مؤشرات مرضية، ما يرجح تعرّض الأسماك لحالة تسمم بيئي.
في الجنوب، لا يختلف الحال كثيراً، فقد شكا مواطنون، تعرّض نهر الغراف في محافظة ذي قار الى الجفاف .
وقال المواطن عماد ناجي، ان “نهر الغراف يعاني الجفاف الذي وصل الى مستويات خطيرة بعد أن شهد خلال المدة الماضية، انخفاضًا خطيرًا في مناسيبه، وتراجعاً حاداً في نسبة المياه الواصلة إليه، نتيجة انقطاع الإطلاقات المائية من نهر البدعة الذي يعد المصدر الأول المغذي له”.
وأضاف: ان “الوضع الحالي للنهر ينذر بأزمة عطش وأزمة مياه محتملة، لكن جهودًا حكومية لرفع التجاوزات وتفعيل نظام المراشنة، بالإضافة إلى وصول تعزيزات مائية، ساهمت في تخفيف حدة الأزمة وضمان وصول المياه، ولكن ذلك ليس كافياً في ظل عدم استمرار تدفق المياه”.
على الصعيد نفسه، قال المهندس الزراعي أحمد ياسين: ان “الحل لأزمة الجفاف تتمثل بإضافة تعزيزات مائية جديدة إلى نهر الغراف لمعالجة أزمة شح المياه، بالإضافة الى رفع التجاوزات وعلى الرغم من تكثيف وزارة الموارد المائية لحملات رفع التجاوزات عن مجرى النهر وغلق الجداول الفرعية لضمان وصول المياه، إلا ان ذلك غير كافٍ في الوقت الراهن، لوجود العديد من المتجاوزين”.
وشدد على ضرورة تفعيل نظام المراشنة لتأمين مياه الشرب للمواطنين، حيث إن استمرار الوضع الراهن ينذر بأزمة حقيقية في حال استمرار انخفاض مناسيب النهر، لما له من تأثير على حياة المواطنين، فقد يواجه مئات الآلاف من المواطنين، خطر العطش بسبب انخفاض مناسيب المياه، ان استمر الوضع على هذا الحال”.
وأشار الى ان “اتباع هذه الخطوات سوف يسهم في ارتفاع مناسيب المياه بالنهر وعودة الحياة اليه من خلال تغذيته بإصبعيات تسهم في المحافظة على الثروة السمكية التي تواجه الانقراض بسبب الجفاف والتلوث المتعمد من قبل بعض المتجاوزين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى