مفارقة أبناء عمّنا المتسننين..!

بقلم/ د. علي المؤمن ..
منذ حوالي أربعة عقود، لا يزال هناك سؤال يحيرني، وغالبًا ما أطرحه على المتسننين السادة (ذراري آل محمد)، سواء في الجزائر أو ليبيا أو السودان أو مصر أو نيجيريا أو إندونيسيا أو ماليزيا أو الهند، أو أي بلد ناءٍ ألتقيهم فيه: من أين أصولكم؟
يقولون: من الحجاز أو العراق.
وسؤال تابع: ولماذا جئتم إلى هذه الديار النائية عن وطنكم الأم؟ هل كان أجدادكم ضمن الجيوش الأموية أو العباسية أو العثمانية التي غزت هذه البلاد؟ أم كانوا تجارًا مثلًا؟
يقولون: قطعًا لا؛ أجدادنا هاجروا بدينهم بسبب قمع السلطات الأموية والعباسية لهم، لأنهم من آل البيت.
هذا الجواب المستفز يدفعني إلى سؤال بديهي: فلماذا – إذن – أنتم تتبعون المذاهب العباسية الآن، وهي التي قمعتكم واضطهدتكم، وتسببت في تشريدكم؟ لقد هاجر أجدادكم بسبب انتمائهم لآل البيت، فتأتون أنتم وتنقلبون على أصلكم وحسبكم ونسبكم؟ وتتَنكرون لسبب هجرة أجدادكم، وهم أبناء الأئمة وأحفاد الأئمة؟ ليت أجدادكم استشهدوا على يد الطغاة في الحجاز أو العراق، ولم يفرّوا بدينهم، لكي لا يأتي لهم أحفاد يعقّونهم ويدوسون على انتمائهم.
يجيبون بحيرة: والله، نحن لا نعلم كيف حصل هذا التحول، لقد وُلدنا ونحن سُنّة، أي أن آباءنا هم الذين انقلبوا على أجدادنا.
سؤال حائر أيضًا: أنتم أحفاد أئمة آل البيت، سادة العرب والعجم، وأعلم من على الأرض في شؤون دينكم، فلماذا لا تتأملون فيما فعله آباؤكم؟
أبناء عمّنا المتسننين: لا جواب.



