عشوائية استيراد السيارات.. إرباك للمرور وكارثة بيئية مستقبلية

بسبب غياب التخطيط
المراقب العراقي / أحمد سعدون..
يشهد الشارع العراقي تصاعدا كبيرا في أعداد السيارات المستوردة من كافة المناشئ العالمية في ظل انخفاض كبير في أعداد الطرق والجسور بما لا يتناسب مع حجم الزيادة السنوية للمركبات التي تشهدها البلاد .
حيث كشفت بيانات رسمية صادرة من هيأة الجمارك الصينية واليابانية والكورية الجنوبية عن زيادة في عدد السيارات المُصدَّرة للعراق خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأشارت البيانات الى ارتفاع أعداد السيارات الصينية المصدرة مباشرة من بكين إلى العراق، لتبلغ خلال النصف الأول من السنة الحالية 18 ألف سيارة مقارنة مع 10.5 آلاف سيارة في النصف الأول من 2024، بارتفاع بلغت نسبته 75%. ، أما أعداد السيارات المصدرة من اليابان إلى العراق بشكل مباشر فبلغت 12 ألف سيارة تقريباً مقارنة بـ 9.3 آلاف سيارة في النصف الأول من 2024.
وبالنسبة للسيارات المصدرة من كوريا الجنوبية إلى العراق بشكل مباشر بلغت 9.5 آلاف سيارة، منخفضة عن النصف الأول من 2024 والتي كانت 12.7 ألف سيارة.
بينما بلغ إجمالي قيمة السيارات المصدرة في النصف الأول إلى العراق من هذه الدول الثلاث 903 ملايين دولار بعد أن كانت 713 مليون دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2024.
ووفق هذه البيانات يُعد العراق من اكثر الدول استيرادا للسيارات قياسا بدول الجوار والمنطقة ولكنه أقل في الطرق والجسور قياسا بالانفجار الكبير بأعداد السيارات ، حيث تسببت هذه الزيادة حسب بيانات مرورية باختناقات كبيرة في الشوارع رغم افتتاح طرق مغلقة منذ سنوات بالإضافة الى الإنجاز الحكومي الذي شهدته البلاد خلال السنوات الأخيرة في توسعة الطرق وبناء عدد من المجسرات ولكن تبقى دون المستوى المطلوب قياسا بحجم الاستيراد الهائل في أعداد المركبات .
من جانبها أوضحت وزارة التخطيط أن أبرز مشكلات وأسباب الزخم المروري، تعود إلى محدودية استخدام وسائل النقل العام في المدن، وأيضاً بسبب التصاميم غير المدروسة أو المحدثة حيث يعتمد العراق على شوارع صُممت استناداً إلى خرائط قديمة يعود بعضها إلى نهاية القرن الماضي ولا تتناسب مع الزيادة الحاصلة في أعداد المركبات الحالية، مرجحة أن تصل أعداد المركبات خلال عام 2035 إلى أكثر من 15 مليون مركبة .
ومن جانب آخر انتقد المهتم بالشأن الاقتصادي ضياء الشريفي في حديث لـ ” المراقب العراقي ” تزايد أعداد السيارات في العراق في ظل انعدام التخطيط والدراسة لعملية الاستيراد ، لافتا الى أن هذا التخبط يربك الداخل العراقي ويرهق بناه التحتية ويسبب أزمة مرورية وضغطا كبيرا على الشوارع والطرق العامة .
وأضاف إن “هذه العشوائية في دخول السيارات شلت الحركة في العاصمة بغداد وتسببت بزحامات مرورية خانقة، خصوصا مع انطلاق دوام طلبة المدارس والجامعات وسط بنى تحتية لا تتناسب مع النمو المتسارع في عدد السكان والمركبات”.
ودعا الشريفي “الحكومة إلى البحث عن حلول لتنظيم حركة السير وتطوير شبكات النقل العام، وإخضاع جميع المركبات المستوردة الى وحدة القياس والسيطرة النوعية والاعتماد على شركات عالمية بالإضافة الى إجراء عمليات تسقيط على المركبات ذات الموديلات القديمة”.
ويرى مختصون أن القدرة الاستيعابية لشوارع العاصمة بغداد هي 200 ألف سيارة فقط ، فيما يبلغ عدد المركبات التي تتجول في العاصمة الآن أكثر من ثلاثة ملايين.



