المياه المالحة تصيب أجساد أهالي البصرة بالأمراض الجلدية

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف..
لا تزال المياه المالحة تسبب العديد من الأمراض لأهالي البصرة، وتشير التقارير الى ان المحافظة شهدت تسجيل عشرات الاصابات بـ”الطفح الجلدي” الذي أصبح علامة بارزة من علامات التدهور الخدمي لأقضية ونواحي المحافظة التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد التي يجب العمل على إنقاذها من أزمة بيئية وصحية متفاقمة تهدد سكانها.
وقال الطبيب عبد الحسين موسى، إن “الوضع الصحي في البصرة لا يبشر بخير، لاسيما مع انتشار الأمراض الجلدية في المحافظة بشكل كبير، نتيجة استخدام المواطنين للمياه المالحة، لذلك أصبح لزاماً على الحكومة المحلية، العمل على توفير المياه الصالحة للاستخدام البشري في أسرع وقت ممكن”.
وأضاف: ان “الخزين المائي في المحافظة يمر بأسوأ حالاته، ولم نمر بذلك منذ زمن بعيد وهو ما جعل المواطنين يعيشون أزمة مياه غير مسبوقة وخطيرة، حيث ظهرت الأمراض الجلدية كإنتاج جديد لمضار المياه المالحة، وضحاياها هم أطفال البصرة من الفقراء الذين لا يستطيعون توفير أسعار مياه الآرو غالية الثمن في المحافظة”.
على صعيد متصل، قال المهندس علاء كاظم: إن “الحكومة المحلية مازالت تتحدث عن مشروع تحلية مياه البحر الذي طال انتظاره، وبقي المواطنون بانتظار الإنجاز قد يستغرق عملية اكتمال بنائه نحو خمس سنوات، وهي عملية طويلة وعريضة كما يقولون، وكان الأحرى بالحكومة القيام ببناء هذا المشروع منذ زمن بعيد، فالموضوع ليس جديداً بل عمره يمتد الى عقود”.
وأوضح: ان “تصريحات الحكومة المحلية بشأن الأزمة المائية معيبة ولا تتطابق مع الواقع، فهي محافظة ترفد خزينة الدولة بـ80% من إيراداتها، ويجب على الحكومتين المحلية والمركزية البحث عن حلول تسهم بحل الأزمة عبر زيادة تخصيصات المحافظة على ان تكون لمشاريع المياه والصحة النسبة الأكبر”.
من جهته، قال المواطن عباس جابر: إن “من يزور البصرة سيرى بأم عينيه تسجيل عشرات الإصابات بالطفح الجلدي ناتجة عن التراكيز الملحية العالية في المياه التي كانت السبب الرئيس فيها”.
وأضاف: ان “عائلتي هي من المتضررين من ملوحة المياه فأطفالي من المصابين بالأمراض الجلدية وقد راجعت الأطباء في المحافظة وصرفت الكثير من الأموال، نتيجة عدم توفر الأدوية الكافية للأعداد الكبيرة من المصابين بهذه الأمراض”.
من جهته، قال الصحفي محمد ناجي: ان “الوضع الحالي في محافظة البصرة يحتاج الى حلول مستعجلة ليست عادية، بل تتطلب ان يكون هناك تعاون بين جميع الأجهزة الحكومية والقوات الأمنية والدفاع المدني والجهد الهندسي للحشد الشعبي التي كانت حاضرة في العديد من الحالات المشابهة، ومنها ما حدث في شرق البصرة من أزمة مائية قبل مدة قصيرة”.
وطالب الحكومة المركزية بإيلاء ملف المياه في البصرة، أولوية قصوى، من خلال الاعتماد على البوارج البحرية لتحلية مياه البحر، كحل مؤقت لتوفير مياه الشرب، إلى حين الانتهاء من المشاريع الاستراتيجية الكبرى بهدف تجاوز الأزمة التي يعاني منها أهالي البصرة”.



