الحشد الشعبي كتب فصول أمجاد معركة تحرير الأرض والعرض من براثن داعش

في الذكرى الحادية عشرة لإبادة الايزيديين
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
يستذكر العراقيون خلال هذه الأيام، فاجعة سنجار والابادة التي تعرّض لها الايزيديون على أيدي عصابات داعش الاجرامية، بعد ان تخلّت عنهم قوات البيشمركة التي كانت مسؤولة عن حماية هذه المناطق في ذلك الوقت، وسط مطالبات بتقديم كل من ساهم بهذه الجريمة البشعة الى العدالة، وإعادة إعمار مدنهم التي تم تدميرها على أيدي العصابات الاجرامية، وإعادة العوائل الى مناطقهم، إضافة الى إعداد مشروع قانون للاعتراف بالإبادة الجماعية التي تعرضوا لها بشكل رسمي وتعويض المتضررين، لقاء ما عانوه من ظلم وإرهاب خلال السنوات الماضية.
ولم يكتفِ الحزب “الديمقراطي” بالتخلي عن الايزيديين وتركهم بمواجهة مصيرهم أمام العصابات الاجرامية، بل يعمل اليوم على منع عودة أغلب العوائل الى مناطقهم وخصوصاً سنجار، بغية الزحف نحو هذه المناطق والسيطرة عليها مجدداً ووضعها تحت سلطة الإقليم، وبالتالي واجهت حملات إعادة إعمار سنجار عراقيل كثيرة وضعها الأكراد من بينها ابتزاز وتهديد الشركات العاملة هناك، بحسب ما ذكره مصدر أمني.
وبعد عقد من النزوح والتشريد، مازال أكثر من ألف ايزيدي يعيشون في المخيمات، وبلغ عدد المختطفات والمختطفين الايزيديين 6،417 شخصاً، نجا منهم 3،562، ولا يزال مصير 2،827 مجهولاً، بحسب احصائيات حكومية رسمية، أعدتها وزارة الهجرة العراقية، كما خلفت الإبادة 2،745 طفلاً يتيماً، وتم اكتشاف 83 مقبرة جماعية حتى الآن، إضافة إلى تدمير 68 مزارًا وموقعا دينيا ايزيدياً.
ويقول المحلل السياسي محمود الهاشمي، ان “الايزيديين لغاية اليوم مازالوا في دائرة الضحية، ولم يتم انصافهم من قبل الحكومات المتعاقبة، وهناك أجندة تعمل على ابقائهم خارج مناطقهم”.
وأضاف الهاشمي في حديث خصَّ به “المراقب العراقي”، أنه “على النواب ان يشرعوا قوانين تنصف ضحايا الإرهاب، ليس فقط الايزيديين بل كل من طالتهم يد الإرهاب، مشيراً الى ان أغلب مكونات الشعب العراقي تضررت من الإرهاب، لكن ليس مثل الايزيديين الذين مازال مصير الكثير منهم مجهولاً”.
وبيّن، ان “ما تعرّض له الايزيديون من عمليات قتل وتهجير واغتصاب وعبودية، خصوصًا للنساء، كان جزءًا من حملة إبادة جماعية منهجية، يراد منها تغيير ديموغرافية المناطق وتقف خلفه جهات داخلية مدعومة من خارج الحدود”.
وفي هذه الحادثة الأليمة، استذكر العراقيون، دورَ الحشد الشعبي في استعادة الأراضي من الإرهابيين، وإعادة الحياة الى مدن سيطرت عليها قوى الشر والظلام، في رسالة الى الجهات التي تعارض اليوم وجوده ضمن المؤسسة الأمنية، ويدعون الى حله أو دمجه بالقوات الأمنية، بدفع من الجانب الأمريكي، الذي سهل ودعم التنظيمات الإرهابية داخل العراق .
من جهته، يقول الكاتب والصحفي ذياب غانم الايزيدي في حديث لـ”المراقب العراقي”، إنه “بعد 11 عاماً على الابادة الجماعية التي ارتكبها داعش في قضاء سنجار، مازالت المناطق تشكو الإهمال المتعمد من الحكومة المحلية في نينوى”.
وأشار الى ان هناك أسباباً سياسية تمنع عودة الأهالي الى مناطقهم، ومنها عرقلة الأحزاب الكردية لقضية العودة، لوجود مصالح شخصية لهم، ومنعوا تعيين قائممقام من سنجار وتم تعيين شخص كردي للمنصب.
ودعا الايزيدي الى “إعطاء ملف المختطفات أهمية أكبر وهناك تقصير حكومي بهذا المجال، لأن المختطفات أولى من عوائل داعش في مخيم الهول، ويجب على الحكومة العراقية، ان تبحث بهذا المخيم عن المغيبات الايزيديات.
يشار الى ان الحشد الشعبي استطاع تحرير أغلب المدن الايزيدية من داعش الاجرامي، بعد عمليات عسكرية ومواجهات أدت الى سقوط عدد من الجرحى وارتقاء عشرات الشهداء، إضافة الى مشاركته في تحرير الكثير من المختطفات خلال السنوات الماضية، باعتراف من الناجيات.
وفي آب 2014، شنت عصابات داعش الاجرامية، هجومًا في شمال العراق، استطاعت خلاله الدخول في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد بمحافظة نينوى، واستولى على مدينة سنجار، وفرَّ نحو 50،000 من الايزيديين إلى جبال سنجار، التي تقع شمال المدينة، وبقوا هناك، بحلول نهاية آب، غادرت غالبية الايزيديين الجبال، رغم أن آلافاً عدة منهم بقوا هناك. وظلت داعش تسيطر على مدينة سنجار والمدخل الجنوبي لجبال سنجار، لحين تحريرها على يد قواتنا الأمنية وأبناء الحشد الشعبي.



