اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

فوضى التواصل الاجتماعي تهدد استقرار العراق وتعبث بأمنه الداخلي

صفحات ممولة تدار من الخارج


المراقب العراقي/ سيف الشمري..
تشهد منطقة الشرق الأوسط، تطورات خطيرة على جميع المستويات الأمنية والسياسية، في ظل وجود دعوات لإعادة تشكيل المنطقة، بحسب المزاج العالمي وتوزيع مناطق النفوذ وفقاً لمصالح دول الاستكبار، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، ولهذا فإن الفتن اليوم أكثر ما يمكن ملاحظتها، سواء على أرض الواقع، وهو ما يحصل حاليا في سوريا من معارك وصراعات داخلية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم واحدة من أكثر الوسائل تأثيراً في أية منطقة من العالم، نظراً لانتشار الأخبار والمعلومات عليها بسرعة فائقة.
وخوفاً من هذه السيناريوهات واحتمالية حدوثها في أية دولة، فأن غالبية البلدان ذهبت باتجاه تحصين نفسها ضد أية هجمات أو فتن داخلية ممكنة، ووضعت العديد من القيود والشروط واقعياً وحتى في السوشيال ميديا، حيث حظرت الكثير من الحكومات تداول أية معلومات أو أخبار عن الصراعات الخارجية والفوضى الحاصلة في المحيط الإقليمي والعالمي، وذلك لتجنيب نفسها الأزمات التي قد تحدث بفعل فاعل.
وعلى مستوى العراق، فأنه يشهد أزمة كبيرة فيما يخص عمل مواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن التحرك فيها دون أي قيود أو شروط، تمنع نشر محتوى معين سواء كان طائفيا أو يروّج لحزب البعث المقبور، وهو ما يجعل تسريب الفتن خلال هذه المواقع سهلاً وممكناً إلى حد ما خاصة من قبل أمريكا والكيان الصهيوني اللتين تعتبران المتحكم الأول في هذه البرمجيات.
مختصون طالبوا الحكومة بضرورة وضع ضوابط ولوائح عمل تنظم هذه البرامج والخروج من الفوضى الحالية خاصة وأن هذه الوسائل باتت تؤثر وبشكل كبير على وضع الشارع العراقي، الذي ما يزال الكثير منه لا يمتلك معلومات كاملة عما ينشر، وهل هو حقيقي أم مزيف، خصوصا مع ظهور الذكاء الاصطناعي الذي يصعبُ على المتلقي تمييزه، وهو ما بدأت تستغله البيجات والصفحات الممولة من الخارج، في الترويج للبعث المقبور أو الادعاء بمشاركة العشائر العراقية بما يجري من تطورات في سوريا.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي عباس الجبوري في حديث لـ”المراقب العراقي”، إنه “في كل أزمة عالمية أو داخلية وحتى أوقات الانتخابات وغيرها، نشهد بث العشرات من الدعايات من قبل صفحات متنوعة أو كما تسمّى بالذباب الإلكتروني وتعمل كلها لبث الرعب والتسقيط وإثارة الفتن”.
ودعا الجبوري، “الحكومة وهيأة الإعلام والاتصالات إلى رصد هكذا صفحات ممولة خارجيا، ومعرفة من يقف خلفها، كونها تهدد الاستقرار الداخلي للعراق”.
هذا وأعلن جهاز المخابرات العراقي قبل يومين عن ضبطه شبكة تعمل تحت ما يسمّى لواء 66 والذي ينتمي أفراده لفلول مرتبطة ببقايا النظام البائد، سعت لتأليب الرأي العام والنيل والتأثير على الأمن والاستقرار، حيث لجأوا إلى خطابات مزيفة روّجت لنظام البعث المحظور كغطاء لتسويق أحلامهم الميتة والتحريض على الدولة، فيما بيّن أن هؤلاء يعملون في إدارة وتمويل محتوى طائفي والسعي لتنفيذ أعمال تخريبية، كما أن بعضهم اعترف بتلقّي توجيهات ودعمٍ من عناصر هاربة خارج البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى