اخر الأخبارالمراقب والناسالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

البصرة “عطشى” وأموال مشاريع الماء “تغفو” في جيوب الفاسدين

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
مازالت محافظة البصرة التي تعد عاصمة العراق الاقتصادية، تعيش أزمة مائية خانقة تهدد أمنها الغذائي وواقعها البيئي، في ظل انخفاض كميات المياه العذبة الواصلة إليها من المحافظات الوسطى، وتصاعد وتيرة الملوحة القادمة من شط العرب، وهو ما رفع من مستوى الشكاوى في أوساط البصريين الذين يقولون ان أموال مشاريع الماء “تغفو” في جيوب الفاسدين في المحافظة، وليس هناك من أمل بقيام أي مشروع للماء فيها، لذلك هناك مطالبات بتدخل حكومي عاجل لضمان انقاذ أهالي البصرة من العطش.
وقال المهندس الزراعي حسين عبد الرضا: إن “البصرة على الرغم من كونها واحدة من أكبر المحافظات العراقية، إلا إنها تشهد تراجعاً كبيراً على مستوى المياه العذبة بسبب قلة التخصيصات المائية للبصرة من وزارة الموارد المائية، ولكون البصرة تُعد آخر محافظة في ذنائب الأنهار، فهذه الكميات لا تصل إليها بشكل كامل، لذلك يجب اعادة النظر في كمية الحصة المائية”.
وأشار إلى أن “الكميات التي صرّحت بها وزارة الموارد المائية كمعدل مخصص لمحافظة البصرة هي 107 أمتار مكعبة بالثانية، بينما ما يصل فعلياً من خلال ناظم قلعة صالح لا يتجاوز 57 متراً مكعباً بالثانية، وهو ما يدعونا الى ضرورة متابعة تلك الحصة في الأماكن التي تمر بها ومنع التجاوز عليها”.
على الصعيد نفسه، قال المواطن عباس موسى: إن “أكثر أهالي محافظة البصرة يعرفون مقدار ما تتلقاه الحكومة المحلية من أموال تقدر بالمليارات من أجل إقامة مشاريع ماء فيها، لذلك هناك مطالبات بتدخل حكومي عاجل، لضمان انقاذنا من العطش الذي أصبح يحيط بنا من كل صوب”.
وأضاف: إن “هناك ارتفاعا في حدة الملوحة، وهذا يقود إلى تدهور مستمر في نوعية المياه، ولكن على الحكومة المحلية إقامة مشاريع ماء حقيقية وليست إعلامية، كما يحدث في كل مرة، حيث أعلن المحافظ، أن الحكومة المحلية وضعت مشروع تحلية مياه البحر على رأس أولوياتها، ولكن لم نشاهد له أثراً على أرض الواقع”.
من جانبه، قال المواطن محمد خميس: إن “الكثير من مناطق البصرة تشهد تظاهرات تطالب بالمياه من الغسل فقط وليس للشرب، وهذا المطلب لم يحصلوا عليه، فهم يعلمون ان حكومة البصرة المحلية لن تنفذ أي مشروع لماء الشرب”.
وأضاف: ان “الأموال المخصصة للمشاريع الخاصة بالماء لم تصرف على أي مشروع بل كل ما نشاهده هو استعراضات اعلامية من قبل المحافظ وحكومته المحلية، فطوال سبع سنوات كانت هناك تصريحات عن تنفيذ مشروع تحلية ماء المحافظة، ولكن بقي الوضع على ما هو عليه وكلما ازدادت التظاهرات عاد الى الحديث عن هذا المشروع دون أي حلول حقيقية”.
من جهته، أكد مصدر طبي، إن “تلوث ماء الشرب في البصرة قد أدى إلى تسمم الآلاف من المواطنين بسبب شربهم المياه الملوثة، من المركبات الحوضية التي وفرتها الحكومة المحلية لحل مشكلة المياه بالمحافظة، وكانت نسبة الكلور المعقم للمياه في محطات التحلية قليلة جدا”.
وأضاف: “في الكثير من المرات، طالبت العديد من المنظمات الانسانية في العراق، بإعلان محافظة البصرة مدينة منكوبة بسبب ما تشهده من كارثة بيئية، وارتفاع نسبة الملوحة في المياه، وان استمرار الأزمة قد يؤثر لاحقاً على الحياة بصورة عامة في المحافظة، وهو ما يخشاه الجميع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى