واشنطن تستغل وكر التجسس مركزا للتآمر لإشعال المنطقة بالحروب

سفارة الشر وقود الحروب ومصدر الخراب
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
منذ أن حطّت القوات الأمريكية أول موطئ قدم لها في العراق عام 2003 كدولة محتلة، ولغاية يومنا هذا، لم يشهد البلد أي استقرار، رغم المحاولات العديدة التي حصلت من بعض القوى الوطنية، كون واشنطن ترى في موقع بلاد الرافدين الاستراتيجي، فرصة ثمينة لاستغلاله في معاداة ومضايقة دول الجوار، لاسيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي هي البلد العصي على السياسات الخبيثة للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، نتيجة للصمود غير المتناهي ضد المشاريع الخبيثة وإفشالها طيلة السنين الماضية.
وعملت واشنطن على ضرب الاستقرار الداخلي للعراق طيلة العشرين سنة الماضية، من خلال مشاريع مختلفة كانت ومازالت تدار عبر سفارتها في بغداد والتي صارت مركزاً لجميع الأنشطة الأمريكية والصهيونية المشبوهة في داخل العراق أو خارجه عبر استهداف دول الجوار، وخير دليل على ذلك ما حصل مؤخرا من تجاوز وعدوان صريح على سيادة البلد من خلال استخدام الأجواء العراقية لضرب الجمهورية الاسلامية في تعدٍ صارخ على جميع القوانين الدولية، خاصة وأن العراق يمتلك اتفاقية استراتيجية مع واشنطن تلزمها بحماية أجوائه وليس اختراقها.
وفي ردة فعل غاضبة، ذهبت الحكومة العراقية إلى إدانة هذا التجاوز من خلال تقديم شكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي، رفضاً لما حصل من جعل سماء العراقية والأجواء، منطلقاً لضرب دول المنطقة، ولم يكتفِ الأمر عند هذا الحد بل خرج المئات من أبناء الشعب العراقي في تظاهرات حاشدة للمطالبة بإنهاء أي وجود أجنبي في البلد خاصة ما يخص السفارة الأمريكية مركز قيادة المشاريع الصهيوأمريكية في المنطقة.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي إبراهيم السراج في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “السفارة الأمريكية في العراق كان لها دور سلبي عبر تدخلاتها المستمرة في الشأن السياسي العراقي، وهذا ما يخالف جميع القوانين التي تنظم عمل كل سفارات العالم”.
وأضاف السراج: ان “حجم السفارة يخالف أيضا قانون البعثات الدبلوماسية في جنيف”، مبينا: ان “نشاطاتها خارج أطر الحكومة العراقية وهو ما يؤشر عليها العديد من علامات الاستفهام”.
وأكد السراج، أن “وجود السفارة له انعكاسات سلبية أيضا على الوضع الأمني للعراق، كون الامريكان لا يريدون تحرر أجوائه، ولا يرغبون في حصوله على منظومات دفاعية متطورة”، لافتا إلى أن “الاعتداءات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، جاءت وفق تنسيق صهيوني أمريكي”.
وتسمية السفارة هي كذبة، وفقاً لما يراه مختصون بالشأن الأمني والسياسي، كونها تضم أكثر من خمسة آلاف موظف وعسكري وهو ما يعادل رقم جيش كامل، حيث يتساءل مراقبون عن سبب وجود هذا الكم الهائل من القوات الأمنية في الوقت الذي لا يوجد فيه أي تهديد يطال هذه السفارة، على اعتبار أن العراق لديه اتفاقية أمنية ملزمة مع واشنطن وحتى فصائل المقاومة الإسلامية تعهدت بعدم تنفيذ أية عملية ضدها وانتظار الإجراءات الحكومية للتفاوض مع الجانب الأمريكي لإنهاء وجوده رسميا في البلد.
يذكر أن الطيران الصهيوني وبمساعدة أمريكية، أقدم على اختراق الأجواء العراقية خلال تنفيذه عملية غادرة استهدفت بعض المواقع العسكرية الإيرانية، في تعدٍ واضح على السيادة الوطنية للعراق.



