البرلمان يتجاهل القوانين المهمة ويُعجّل السعي خلف دعايته الانتخابية

مجلس النواب يدخل في سباته مبكراً
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
استبق أعضاء مجلس النواب العراقي، الانتخابات النيابية المقبلة، بتعطيل المجلس مبكراً، بمدة تسبق الموعد المحدد للعملية الانتخابية بأكثر من ستة أشهر، وهو ما يعني أن أهم مؤسسة تشريعية في العراق، ستعطّل بشكل كامل، بالإضافة إلى أن هذا يعني غياب الجهة الرقابية التي تؤشر أماكن الخلل والتقصير في عمل الدولة بشكل عام.
وهذا التعطيل المبكر يكاد يكون الأطول على مستوى الحكومات السابقة، على اعتبار أن المجالس السابقة كانت تدخل في فترة السبات والانشغال بالدعاية الانتخابية بفترة تسبق موعد الانتخابات بنحو شهرين أو حين بدء موعد الحملات الدعائية، وهذا يضاف إلى المؤشرات السلبية التي رافقت عمل هذه الدورة التي صُنفت على أنها الأسوأ من ناحية تمرير القوانين وعدد الجلسات التي عُقدت.
وتوجد العشرات من القوانين المهمة والتي تنتظر توافق البرلمان، من أجل تمريرها خاصة قانون الحشد الشعبي، هذه الشريحة المهمة التي يجب التسابق نحو إنصافها، تقديراً للدماء التي أريقت في سبيل تحرير العراق من براثن العصابات الداعشية الإجرامية، حيث لم يبخل رجاله بأرواحهم، من أجل تحقيق الانتصار الأكبر على المخططات الأمريكية التي أرادت من خلالها، ارباك الأوضاع الأمنية في المنطقة.
مراقبون أكدوا، أن هذه السلوكيات من شأنها أن تتسبب بعزوف كبير عن المشاركة بالانتخابات على اعتبار أنها تفضح توجهات بعض الكتل السياسية ذات التمثيل النيابي، وأنها لا تهتم لما يريده الشارع العراقي، وتفضل مصالحها الانتخابية والحزبية على مصلحة العراق.
وحول هذا الأمر، تقول عضو مجلس النواب زهرة البجاري في حديث لـ”المراقب العراقي”، إنه “دستورياً وقانونياً وحسب النظام الداخلي لمجلس النواب، فان عمل المجلس يستمر لغاية 9/1/2026، إما الآن لدينا العديد من القوانين التي تحتاج اكمالها، كما ان جداول الموازنة لم تصل للبرلمان لغرض المصادقة عليها وإقرارها”.
وأكدت البجاري، أن “قانون الموازنة مهم جدا خاصة فيما يتعلق بعمل الموظفين ونقلهم وطلبات الترفيع والاستحقاقات المالية الأخرى، إضافة الى وجود مشاريع متوقفة على جداول الموازنة، وأيضا المصادقة على تثبيت العقود ممن استوفوا الشروط وهذا كله مُعطّل بسبب الموازنة”.
ونوهت البجاري إلى أن “يوم 9/5 تبدأ العطلة التشريعية للبرلمان ولمدة شهرين، ولكننا اعتدنا على أن تكون العطلة شهراً واحداً فقط، أما الفترة المتبقية هي عمل رسمي، مطالبة مجلس الوزراء بإرسال جداول الموازنة للمصادقة عليها”.
وأكدت البجاري، “وجود العديد من القوانين المهمة التي لم تمرر خلال هذه الدورة، ويجب ان تتم قراءتها والمصادقة عليها وعدم ترحيلها للدورات المقبلة”.
يذكر أن جداول الموازنة لم تصل لغاية اللحظة إلى مجلس النواب، وبالتالي لا يمكن تعطيل عمله دون إتمام هذه الفقرات المهمة والتي تعتمد عليها الدولة بشكل عام، على اعتبار أن الموازنة تشكل العصب الاقتصادي للمشاريع والخطط الاستراتيجية للحكومة العراقية.