ما الجدوى الاقتصادية من استئناف نقل النفط بين سوريا والعراق؟

أموال طائلة تهدر على تفعيله
المراقب العراقي/ المحرر الاقتصادي..
توعّد العراق بالعمل على استئناف خط الأنابيب مع سوريا لإيصاله الى البحر المتوسط، بموجب الاتفاق الذي جرى بين الجانبين خلال الزيارات المتبادلة التي تمت مؤخراً بين بغداد ودمشق.
ومع الساعات الأولى التي ظهر بها بيان رئاسة الوزراء، بخصوص عزم حكومة بغداد تفعيل خطوط نقل النفط مع سوريا، توالت الانتقادات البرلمانية لهذه الخطوة التي عُدّت بغير الموفقة، كونها تحتاج الى أموال طائلة وليست فيها جدوى اقتصادية.
ومن بين المعترضين، لجنة النفط والغاز البرلمانية التي أكدت انها ستضيّف الجهات المعنية، لدراسة الجدوى من إعادة تفعيل هذا الخط النفطي.
الجدير ذكره، ان هذا الخط النفطي ما بين العراق وسوريا متوقف عن العمل منذ أكثر من 40 عامًا، وهو بحاجة الى أموال طائلة من أجل إعادة تشغيله.
وحول هذا الأمر، يقول الخبير الاقتصادي عبد السلام حسن في حديث لـ “المراقب العراقي”: إن “هذه المشاريع مكلفة من حيث اعادة تأهيل الأنابيب النفطية مع سوريا، كما انها تعود بالمنفعة الكبرى على الدول التي تمر بها كما هو الحال في سوريا التي ستأخذ أجور مرور هذه الأنابيب عبرها”.
وأضاف: ان “هناك ضغطاً أمريكياً على العراق، من أجل تقديم تسهيلات لبعض دول المنطقة، كما هو الحال في بيع النفط وبأسعار مخفضة للأردن”.
ودعا حسن، “المفاوض العراقي إلى ان يكون أكثر جدية فيما يخص الأمور التي تهم العراق ومصالح شعبه، وعدم اعطاء خيراته مجاناً لدول المنطقة، خاصة وانه يشتري كل شيء ولم تقدم له تلك الدول، أي امتيازات أو مساعدات”.
ويؤكد مصدر مطلع، ان القرار بخصوص النفط جاء عقب تلقي إشارات من واشنطن وتركيا، تحث على أهمية تنظيم ملف تصدير النفط إلى سوريا باعتباره جزءًا من دعم الإدارة السورية الجديدة في تسيير شؤونها.
ويوضح المصدر، ان موازنة العراق فيها عجز كبير بسبب تقلبات أسعار النفط، وفرض هذا المشروع قد يؤثر سلباً على وضع البلد الاقتصادي، لأنه يحتاج الى أموال طائلة لإعادته الى الخدمة، وذلك سيكبل العراق بالكثير من الخسائر المادية.
وكان المختص بالشأن الاقتصادي نبيل المرسومي قد أكد في وقت سابق، أنه “لا توجد جدوى اقتصادية من اعادة بناء الخط العراقي – السوري، والذي يربط بين كركوك وبانياس، لان معظم انتاج حقول كركوك التي تبلغ نحو ٣٠٠ ألف برميل يوميا يجري استهلاكها داخليا”.
وأضاف المرسومي: “حتى لو طورت شركة “برتش بتروليوم” حقول كركوك، فأنها لن تضيف سوى ١١٢ ألف برميل إلى الانتاج الحالي، مما يعني ارتفاعا كبيرا في كلفة النقل ورسوم المرور”.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط باتجاه دعم بعض الدول الموالية لها في منطقة الشرق الأوسط مثل الأردن ومصر وسوريا التي يحكمها الإرهابي الجولاني، ولهذا فهي تدفع باتجاه تزويد هذه الدول بمشاريع وامتيازات، مقابل حصولها على النفط والطاقة، بأسعار مخفضة عمّا يباع في السوق العالمي.