تشكيلات وهمية

د. عدنان لفتة..
كمن يرمي حجارة في الظلام، تتهافت المواقع والصفحات الإلكترونية والبرامج التلفزيونية في نشر تشكيلات وهمية للمنتخب الوطني، في أمر غريب لا يصب في مصلحة منتخبنا، قبل مواجهتي الحسم أمام الكويت وفلسطين، لماذا يقومون بهذا الإجراء، إنهم يبحثون عن المشاهدات والإعجابات، وكونهم المصدر الذي لا تقهر معلوماته، مع أنَّ أغلبهم ينشرون معلومات كاذبة ليست لها صحة، نحن نعرف الركائز الرئيسة للفريق التي لا يمكن الاستغناء عنها، فيضعونها في التشكيلات الزائفة ويضيفون عليها من يريدون ويستبعدون آخرين.
الإعلام الحقيقي أن تنشر الحقيقة، أن تتأكد من المعلومة، أن تتحدث بدقة متناهية، هذا هو الإعلام الذي تربيّنا عليه وتعلمنا منه أما اليوم فهم ينشرون الأوهام في أسماء قد تصيب أو تخيب ويقولون يمكن أن تكون هذه القائمة بنسب عالية هي نفسها التي سيقوم كاساس بدعوة اللاعبين من خلالها مع أنَّ المدرب الإسباني لم يصل إلى العراق ولم يختر تشكيلته حتى الآن ولم يقم بدعوة اللاعبين حيث يقوم الاتحاد العراقي لكرة القدم في المعتاد بإرسال أسماء اللاعبين المستدعين إلى أنديتهم لإعلامهم بدعوة لاعبيهم.
للأسف ما يحدث هو تخريب للإعلام الحقيقي والموضوعي تحت شعار: مصادر خاصة.. ولا أحد طبعاً سيكشف هذه المصادر المختلقة، كل شخص من هؤلاء يدعي أنَّ معلوماته دقيقة ولو بنسبة (70 %) وفي الإعلام ليس هناك (70 أو 80%) الإعلام المهني هو الذي ينشر معلومات دقيقة وصادقة (%100).
ماذا يكسبون من هذه الأوهام، علينا التفكير بمصلحة المنتخب علينا عدم التشويش على اللاعبين أو التشكيلة، التفكير بمصيرنا المحتوم في هذه التصفيات المهمة وفرصنا في تعزيز موقعنا، وضمان التأهل إلى المونديال الأمريكي (2026) ما يقوم به البعض لا ينتمي إلى الإعلام ولا ينتمي إلى الصدق ولا ينتمي إلى التغطية الداعمة لمنتخبنا، كنا نتمنى أن يفكروا قليلاً وأن يراجعوا سلوكهم المهني والأخلاقي، فما يقومون به يخدع الآخرين ولا يقدم الصدق للجمهور الذي ينتظر منهم تأكيد الحقيقة، ليس هذا الإعلام الذي بحثنا عنه، مازلنا ننتظر الإعلاميين الحقيقيين الأصلاء الذين ينشرون الحقيقة، ويبثون الأمل، ويزرعون الثقة بين أوساط الجمهور، عبر جهود رصينة تحترم المهنية وتقدسها.