بقلم: منهل عبد الأمير المرشدي ..
من دون الحاجة للمقدمات أو الشرح والإسهاب ولا حتى الحاجة الى الدليل أو الإثبات تبقى حكومة كردستان البلاء الأكبر التي تحول دون بناء الدولة في العراق والسرطان الأكبر في سيادة العراق وهيبة العراق رغم تعدد الأسباب والمسببات في ذات الوصف من بؤر الفساد والفاسدين والعملاء والمأجورين سنة وشيعة وما بين بين .. منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 حتى الآن يبدو أنه حتى إشعار آخر تبقى كردستان هي الثغرة الأكبر في بناء الدولة العراقية والعلة المستدامة في الحضور العراقي سياسيا واقتصاديا . لا يختلف إثنان على أن أربيل كانت طوال السنوات الماضية مأوى الهاربين والمجرمين من البعث الصدامي والمطلوبين للقضاء العراقي إلا أن الأدهى ما يحصل الآن من قتل مباشر للاقتصاد العراقي وهذا ما صرَّحَ به أحد المسؤولين في وزارة التجارة الاتحادية حيث صرح للقناة العراقية الإخبارية بأنه شاهد مصانع في إسبانيا على الحدود مع البرتغال تقوم بإنتاج بيض الدجاج وكذلك الأعلاف الحيوانية وتقوم بوضعها في حاويات مختوم عليها ( صنع في العراق) وليس هذا فقط فأن ذات الأمر يتكرر في أوكرانيا في إنتاج بيض المائدة ومنتجات غذائية أخرى يتم الختم عليها (صنع في العراق) وحتى الأعلاف كذلك تنتج هناك وترسل الى العراق عن طريق إقليم كردسنان مكتوب على حاوياتها (صنع في العراق ) . مصدر الغش الأول والتزوير والفساد في الجسد العراقي المقيّد بتداعيات الغشاشين والمزوّرين والفاسدين يأتي من الإقليم ومن خلال الإقليم وبإدارة الإقليم . مَن يوقف هذا السيل الهدام لبناء العراق ؟ مَن يواجه هذا الورم السرطاني البارزاني المتفشي في الجسد العراقي . وإلى متى ؟ في زمن المقبور صدام كانت مصانع السكائر في أربيل ومنها مثلا كانت تنتج لنا سكائر وتختم عليها كلمة (aspee) وتصدر الى المحافظات العراقية بما فيها بغداد . كان ذلك يتم بدراية وموافقة نظام البعث الهدام وفقا للصداقة الوطيدة بين المقبور صدام ومسعود البارزاني وكان الناس يعلمون ويعرفون لكنهم راضون قابلون رغم مرارة طعم السيكارة المزوَرة لرخص الثمن ولأن الدكتاتور لا يسمح للمواطن في حرية الرأي أو الكلام اكثر من الوداع والسلام !!! هل كل ما نراه اليوم مكتوبا عليه (صنع في العراق) هو أكذوبة بارزانية ؟هل كل ما نسمع ونرى من افتتاح مصانع عراقية جديدة وقص الشريط تلو الشريط وحضر الرئيس وراح الرئيس واحتفال وكلمات ووعود هو أكذوبة عراقية رسمية وشبه لحكومة تدري ولا تريد أن تدري وبتخطيط وتنفيذ بارزاني بامتياز ؟ الله أعلم ..
