في مجال المسيرات والمقاتلات .. تعاون عسكري يقلق الغرب بين إيران وروسيا

تتواصل العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا على المستوى العسكري بشكل مستمر، فبينما تسد روسيا حاجتها للطيران المسير من طهران، تستفيد إيران من المقاتلات والخبرات الروسية في مجال الصناعات الباليستية.
وكشفت مراسلات من مجمع الصناعات العسكرية الروسية أن 16 مقاتلة سيادة جوية من طراز سو-35 يجري إنتاجها حاليًا لتلبية طلبات وزارة الدفاع الإيرانية، على أن تُستكمل عملية تسليم هذه الدفعة بحلول نهاية عام 2027.
وتشير المراسلات إلى أن عناصر من وزارة الدفاع الروسية يشرفون على قبول الأنظمة الفرعية للطائرة، وأن العمل على هذه المقاتلات جارٍ منذ عام 2024. ويظل مصنع كومسومولسك-نا-آمور للطيران في أقصى الشرق الروسي موقع التجميع الرئيسي، مع جهود واضحة لتعزيز الطاقة الإنتاجية. وقد كان المصنع ينتج سابقًا ما يقارب 14 طائرة سنويًا، بينما أكد المدير العام لشركة الطائرات المتحدة (United Aircraft Corporation)، فاديم باديخا، في مايو الماضي، أن العمل جارٍ لزيادة وتيرة الإنتاج.
ويأتي توسيع نطاق إنتاج سو-35 بعد زيادات سابقة في إنتاج طائرات سو-34 الهجومية وسو-57 من الجيل الخامس، إذ يُعتقد أن تزايد الطلب من القوات الجوية الإيرانية ومن القوات الجوفضائية الروسية كان من العوامل الرئيسية وراء قرار تسريع خط الإنتاج.
وتحاول الجمهورية الإسلامية دعم أسطولها من الطائرات الروسية حتى لا تتكرر الأخطاء التي رافقت حرب الـ12 يوماً حيث لعبت الطائرات القتالية الإيرانية دورًا محدودًا جدًا في الدفاع عن المجال الجوي، وكان الاعتماد على المنظومات الجوية والمسيرات الاعتراضية والصواريخ.
ويجعل العدد الكبير من الطائرات المتقادمة في الخدمة من دخول السوق الإيرانية فرصة بالغة الجدوى للصناعات الدفاعية الروسية، نظرًا لقدرة إيران على استيعاب أعداد كبيرة من المقاتلات الجديدة. كما تظل احتمالات توسيع المبيعات إلى ما بعد الدفعة الأولى البالغة 48 طائرة قائمة بقوة، إلى جانب إمكانيات زيادة التخصيص وربما الوصول إلى حدود معينة من التجميع المحلي.
ومع ارتفاع احتمالات أن تتوقف روسيا عن إنتاج سو-35 في منتصف أو أواخر ثلاثينيات هذا القرن، قد تسعى موسكو إلى تسويق مقاتلة الجيل الخامس سو-57 لإيران كخَلَف للـ سو-35. ومن المتوقع أن تدمج سو-35 طيفًا متزايدًا من الذخائر والأنظمة التي طُوّرت للـ سو-57 الأحدث، وقد تأكد في أواخر يوليو أنها دمجت صاروخ R-77M جو-جو، ما قلّص الفجوة الكبيرة سابقًا في قدرات الاشتباك خلف مدى الرؤية بينها وبين أفضل نظيراتها الأمريكية والصينية.



