الصين تتصدر دول العالم في صناعة المروحيات المتطورة

بعد الكشف عن Z-20 و 21 ــ Z
كشف الجيش الصيني للمرة الأولى عن مروحيته الهجومية الثقيلة Z-20T Assault Eagle للمشاركة في مناورات عسكرية واسعة، في خطوة تمثّل محطة بارزة في مسار تحديث قدرات الإسناد الجوي القريب لدى القوات الصينية.
واستعرضت المروحية قدراتها في اختراق الأجواء على ارتفاعات منخفضة، والهبوط الجزئي بأسلوب “العجلة الواحدة” شبه المعلّق، إضافة إلى سرعة إنزال الجنود في ظروف ميدانية تحاكي القتال الحقيقي.
وقدمت التدريبات لمحة نادرة عن كيفية توظيف المروحيات في بيئات قتالية، بما في ذلك سيناريوهات محتملة لنزاع عبر المضيق بين الجيش الصيني والقوات التايوانية.
وقال نائب كبير المصممين في معهد بحوث وتطوير المروحيات الصيني تشو مين فينج، إن Z-20T صُممت لتنفيذ “عمليات النقل والهجوم والإسناد الجوي في المناطق الجبلية والغابات والبيئات الحضرية”.
وأضاف مين فينج أن المروحية لديها القدرة على “استهداف مواقع العدو عالية القيمة، والتعامل مع التهديدات الأرضية والجوية في السهول والهضاب، وتوفير الإسناد الناري للقوات البرية”.
ويتيح أسلوب الهبوط الجديد شبه المعلّق اعتماد نقطة ارتكاز واحدة، ما يسمح بإنزال الجنود في مناطق ضيقة أو غير مستوية، بما في ذلك الشوارع داخل المدن، مع تقليص الحاجة لهبوط كامل على أرض مستوية، وخفض زمن البقاء في مناطق الإنزال بما يحدّ من المخاطر.
وقبل دخول Z-20T الخدمة، كانت روسيا والولايات المتحدة الوحيدتين اللتين طوّرتا مروحيات هجومية ثقيلة، مثل Mi-24 وMi-28 وMi-35 وKa-50 وKa-52 لدى موسكو، وAH-64 أباتشي (AH-64 Apache) لدى واشنطن.
وصُمّمت المروحية الصينية كمنصة هجومية مزودة بقدرات نقل أفراد، لتكمل دور المروحية الهجومية الأخف وزناً Z-10.
وتابع مين فينج بالقول: “إذا كانت المهمة هجومية بحتة، تُعد Z-10 الخيار الأمثل… أمَّا إذا تطلّبت المهام عمليات نقل جوي أو إنزال قوات إلى جانب الدور الهجومي، فإن Z-20T التي تجمع بين قدرات النقل والهجوم يمكن استخدامها”.
وقد تُستخدم المروحية في تنفيذ عمليات إنزال عمودي سريع خلف خطوط الساحل لتأمين مواقع حيوية في العمق، أو لدفع وحدات خاصة لاستهداف منظومات حساسة للخصم، عبر التقدم البري بعد الإنزال.
من جانب آخر ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية صور لنموذج جديد من مروحيات الهجوم، يُشار إليه باسم Z-21، ويبدو أنه منصة ثنائية المقاعد والمحرك، مستوحاة بشكل كبير من المروحية الأمريكية AH-64 Apache.
وقد التُقطت صور للمروحية Z-21، المطلية باللون الأسود وتحمل الرقم 6232 على ذيلها، أثناء خوضها اختبار طيران جديد. وبالنظر إلى الخصائص التصميمية الظاهرة، يتبين أن المروحية تشترك في العديد من العناصر الهيكلية والوظيفية مع الـAH-64 الأمريكية، بما في ذلك عجلات الهبوط الثلاثية، وترتيب المقاعد المتتالية (الطيّار ثم المدفعي)، ومدفع تحت المقدمة، إضافةً إلى تموضع المحركين جنبًا إلى جنب.
وتشير التقييمات التقنية إلى أن مقدمة الطائرة تحتوي على منظومة بصرية كبيرة تتيح للمدفعي رؤية أمامية واضحة. كما جرى تزويدها بمدفع عيار 30 ملم مثبت أسفل قمرة القيادة على حاضن متحرك، يُدار وفق خط نظر المدفعي. أما القمرة نفسها فتتضمن دروعًا واقية من جميع الجهات لتعزيز بقاء الطاقم في بيئات القتال المشبعة بالتهديدات.
وتحمل الجناحات الجانبية للمروحية نقطتي تعليق على كل جانب، قادرة على حمل مزيج من صواريخ جو–جو قصيرة المدى، وصواريخ موجهة مضادة للدروع، فضلًا عن حواضن للصواريخ الموجهة وغير الموجهة. ويقول محللون إن هذه التهيئة تمنح المروحية القدرة على ضرب طيف واسع من الأهداف الأرضية والجوية، بما يتماشى مع مهام المروحيات الهجومية التقليدية.
وقد وصفت وسائل الإعلام الدفاعية الصينية المروحية Z-21 بأنها قوة هجومية جوية متقدمة، مشيرة إلى سرعتها القصوى المزعومة البالغة 350 كم/س، وقدرتها على حمل ما يصل إلى 16 صاروخًا موجهًا. كما أفادت تقارير غير مؤكدة بأن المروحية خضعت لاختبارات إطلاق نار حي وتجارب تشغيلية في تضاريس التبت المرتفعة—وهي ظروف شكلت تحديًا كبيرًا لسلفها، المروحية الهجومية WZ-10.
ويُعتقد أن المروحية Z-21 تمثل تطويرًا متقدمًا ضمن مساعي الصين لتحديث أسطولها من الطائرات الدوارة، مع تحسين قدرة حمل الذخائر، وزيادة المدى، ودمج أفضل لأجهزة الاستشعار. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستدخل خط الإنتاج الكمي، أم ستُخصص كمنصة عالية الأداء تعمل إلى جانب المروحيات القائمة.
ويعكس ظهور Z-21 استمرار الجهود الصينية لتقليص الفجوة مع القدرات الأميركية في مجال الطيران العمودي. فظهور مروحية شبيهة بالـAH-64، مدعومة باختبارات في تضاريس صعبة وقدرات هجومية موجهة، يثير تساؤلات حول قدرة بكين على استنساخ أو تكييف التصاميم الغربية المتقدمة. ومع توسّع الصين في تصدير صناعاتها الجوية، قد تشكّل هذه المروحية منافسًا محتملاً لنظيراتها الأمريكية في الأسواق الخارجية التي تلعب فيها الاعتبارات السياسية أو كلفة الشراء دورًا حاسمًا في قرارات التسلّح.



