اخر الأخبارثقافية

“حوار “معرض تشكيلي من ألوان الحضارتين العراقية والمصرية

المراقب العراقي / المحرر الثقافي…

يواصل الفنان التشكيلي كريم فرحان مشاركاته في المعارض الدولية وعلى قاعة ديمي أرت كاليري في القاهرة، وذلك بإقامة معرض مشترك تحت عنوان ( حوار) يضمه مع  كل من الفنانين أحمد العسقلاني ومكي عمران وفيفيان البطانوني وذلك في الساعة السابعة مساءً.

وقال فرحان في تصريح خص به المراقب العراقي إن ” التجارب الفنية العالمية تتميز بالحوار كتجربة معرفية وجمالية، لا سيما في عالم الفن. فمحاور الحوار متعدد الأوجه والأشكال، ويأتي هذا الحوار مستلهماً من جذور الحضارتين العراقية والمصرية متجسداً في تجربة إبداعية معاصرة تتشابك فيها الرؤى وتتداخل العوالم برموز وأبجديات بدائية، بلغة تصويرية تبثّ شفرتها الجمالية، خفيةً أحيانًا، لكنها تحاول تأكيدها أحيانًا أخرى باسترجاعها عبر توجيه الانتباه إليها في جوّ تشكيلي. حوار التصوير مع النحت، والخطوط والألوان مع الكتل التي تُعزز حضورها في فضاء العرض باستقرارها الثابت وترسيخ وجودها المادي”.

وأضاف :”إنني أوجه الدعوةٌ للمشاهد لإتاحة الفرصة له لتذوق فنون الجمال من خلال اللغة التصويرية بألوانها وغرابة أشكالها، المستمدة من عوالم غارقة في القِدم بأشكال معاصرة، بأعمال أساسها البنيوي الرمز والحرف، وأعمالٍ نحتيةٍ تستمد أساسها الجمالي من الجسد البشري برؤى تُعمّق صراعه الوجودي كذات ومعنى واستمرارية. حوارنا مع الذات والآخر، وتأريخنا الإنساني الحافل بحضاراتنا التي قدمت الكثير للانسانية” .

وأشار إلى أن”  هذا المعرض الذي يضم أعمالي مع أعمال الفنان العراقي مكي عمران والفنانين المصريين أحمد العسقلاني وفيفيان البطانوني هو من التجارب الجميلة لكونها تجمع الوان  الحضارتين العراقية والمصرية تحت عنوان “حوار” وهو يحمل دلالة الحوار التشكيلي بين الحضارتين”.

من جانبه يرى الناقد كريم النجار :أن أعمال الفنان كريم فرحان (الذي يستعد لإقامة معرضه الجديد في القاهرة) تستنطق الصورة القديمة التي عُرف بها الفنان باعتباره قناص لحظته التأريخية ومدون يوميات عصره الشائك بتجلياته وفوضاه ومآسيه. حيث جاءت أعماله بمجملها كتسجيل بعين نافذة وفرشاة حساسة، بارعة في اختيار صورة المشهد الأثري، ليس باعتباره شكلا متحفياً، إنما هو صورة واقع حي متفاعل ينمو أساسه كل لحظة بفعل التأثر والتراكم والتدوين والمحو اليومي للحياة وإرهاصاتها الثقيلة”.

وأضاف:”في لوحته تكوينات متداخلة مع بعضها على سطوح خشنة كدلالة أخرى لمعايشة الأثر من منطوق بصري متسق مع الخط واللون وتوزيع الإنشاء. رقعة تمتد على صفحات كتاب مرسوم تستلهم معطياتها المزج بين الذاكرة وجدارها المفتوح الأفق، حيث تزدان بخطى العابرين، لكنه يذهب لوجهة أخرى حين يصب اهتمامه في استعراض ولعه بالتصميم وتوزيعه للكتلة بشكل دقيق وفي غاية الحساسية”.

وتابع :”مقابل ذلك نراه مولعاً جدا في بث تفاصيله اللونية الحارة على خلفية أحادية اللون كالـ (أوكر والرصاصي والبرتقالي والأبيض الجصي) مستفيدا من فن المنمنمات وتفكيك الوحدات الزخرفية، موضفا إياها بشكل ذكي لخدمة عمله وإبراز التفاصيل الدقيقة التي يهتم بإظهارها، بتجليات صوفية غائرة في العمق.

في سلسلة أعماله المستوحاة من شكل الكتاب واشتغاله بهدوء روحي على هذه الثيمة، التي أعطته الحرية في تقسيم اللوحة إلى ضفتين متساويتين، لكن بإنشاء ووحدات مختلفة.. نراه يصب عوالمه الكونية الروحية المتمثلة باللون والخط على الذاكرة بتمائم سحرية تعزف موسيقاها المنتشية في الجسد والحكاية والاسطورة ومقامة الضوء والعتمة، صفحة لكتاب لم تكتمل لتجليات نافذة نحو أفق الوجد (فمن لا يعرف الخيال ومرتبته، لا تكون له من المعرفة رائحة.. ابن عربي).

هذه التنويعات في الإنشاء والرموز الظاهرة الموحية، تكثف لنا المشهد بتفصيلات متداخلة حد التطرف يلجأ لها الفنان باعتبارها شروحات بصرية تفرض على المتلقي إمعان التأمل فيها، كواقع مرئي متشابك مع اللون والرمز وتراجيديا الصور المبثوثة تحت تراكم الصبغة وتضاريس المادة الخشنة، التي تضيف البعد الزمني كعامل مؤرخ للحدث ووقعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى