اخر الأخبارطب وعلوم

طائرة FA-50 الكورية الجنوبية تحتل العالم بمواصفاتها وأسعارها المناسبة

أصبحت طائرة FA-50 الكورية الجنوبية، واحدة من أنجح صادرات الدفاع في سول، حيث حققت انتشارًا في أسواق عدة بفضل مزيجها من القدرة على التحمل، والمرونة، والكفاءة القتالية.

فقد اقتنت الفلبين، 12 طائرة FA-50PH بقيمة 450 مليون دولار، بينما تسلم العراق 24 طائرة T-50IQ بقيمة 1.1 مليار دولار، وتعمل إندونيسيا بعدد من نسخ T-50I. وفي 2022، وقعت بولندا عقدًا بقيمة 3 مليارات دولار لشراء 48 طائرة FA-50، وهو أكبر عقد تصدير للطائرة حتى الآن، مع جدول تسليم على مراحل، كما وقعت ماليزيا في 2023، عقدًا بقيمة 920 مليون دولار لشراء 18 طائرة FA-50 Block 20، مع خيار لشراء 18 وحدة إضافية.

وبدأ تطوير طائرة FA-50 كامتداد لبرنامج KTX-2 الذي أجرته شركة KAI بالتعاون مع لوكهيد مارتن. حلّقت النسخة التدريبية T-50 لأول مرة في عام 2002، تلتها نسخة الهجوم TA-50 في 2003، ثم نسخة الهجوم الخفيف FA-50 في 2011. تم تسليم أولى طائرات FA-50 إلى القوات الجوية الكورية الجنوبية (ROKAF) في 2013، بهدف استبدال منصات قديمة مثل A-37 وF-5E/F، ودعم برامج تدريب الطيارين على المقاتلات المتقدمة، بالإضافة إلى أداء مهام قتالية محدودة.

وتعمل طائرة FA-50 ضمن ثلاثة أسراب في القوات الجوية الكورية الجنوبية، وتمثل خطوة مهمة في تحول كوريا الجنوبية من مشترٍ إلى منتج للطائرات العسكرية عالية الأداء. مع مرور الوقت، تطورت الطائرة عبر إصدارات عدة تضمنت ترقيات في القدرات، حيث قدمت Block 10 أجهزة استهداف دقيقة، بينما أضافت Block 20 قدرات الصواريخ بعيدة المدى وأنظمة قتال شبكية.

تم تصميم FA-50 كطائرة ثنائية المقعد، وتعمل بمحرك واحد من طراز General Electric F404-GE-102، ولا توجد لها نسخة أحادية المقعد، بحيث يمكن استخدام المقعدين للطيار وضابط أنظمة الأسلحة أو لأغراض التدريب، تحتوي قمرة القيادة على شاشات رقمية متعددة الوظائف، وهي متوافقة مع أنظمة الرؤية الليلية.

وتشمل الأنظمة الدفاعية، مستقبلات إنذار الرادار، وموصلات مضادة، وخيار نظام التصويب المثبت على الخوذة (JHMCS). يدعم رادار EL/M-2032، المورّد من الشركة الإسرائيلية ELTA Systems بموجب اتفاقية نقل تكنولوجيا، العمليات الجو-جو والجو-أرض، وللعملاء غير القادرين على استخدام الأنظمة الإسرائيلية، تتوفر بدائل مثل AN/APG-67(v)4. كما تحتوي النسخ الأحدث، بما في ذلك تلك الموردة إلى بولندا وماليزيا، على رادارات AESA مطورة من قبل شركتي Raytheon وLIG Nex1.

كما تشمل ترسانة FA-50 مدفعًا داخليًا عيار 20 ملم من طراز M197 وسبع نقاط تعليق خارجية، ويمكنها إطلاق صواريخ جو-جوAIM-9 Sidewinder، وصواريخ جو-أرض AGM-65 Maverick، والقنابل الموجهة بدقة مثل JDAMs (GBU-38، GBU-32، GBU-31) والقنابل الليزرية GBU-12، تشمل خيارات التسليح الأخرى القنابل العنقودية CBU-105، وحاملات الصواريخ، وخزانات الوقود الخارجية.

وتدعم FA-50 Block 20 دمج صواريخ الجو-جو متوسطة المدى AIM-120C AMRAAM، كما يخطط لدمج صاروخ كروز KEPD-350-2 بمدى 400 كلم، وصاروخ كروز الكوري الجديد Cheonryong، بانتظار موافقات التصدير. ليست كل النسخ الحالية تدعم أسلحة جو-جو بعيدة المدى، إلا أن الترقيات مستمرة لتعزيز القدرات القتالية متعددة المهام دون تعقيدات المقاتلات متعددة المهام الكبيرة الحجم.

على مستوى الأداء، تبلغ سرعة FA-50 Fighting Eagle القصوى نحو 1.5 ماخ، فيما يصل سقف التحليق إلى 16,764 مترًا، مع قدرة صعود قوية تبلغ 12,070 مترًا في الدقيقة. وتستوعب الطائرة 2,500 كغم من الوقود داخليًا، يمكن زيادتها عبر ثلاثة خزانات خارجية، بينما يبلغ الحد الأقصى لوزن الإقلاع 13,500 كغم. وفي حالة تزويدها بخزان وقود مركزي وصاروخين من طراز AIM-9 وآخرين AGM-65، يبلغ نصف القطر القتالي للطائرة قرابة 444 كيلومترًا.

ورغم أنها تُشغَّل عادة بطاقم من فردين، إلا أنها قادرة على الطيران بطيار واحد، ويصل مداها إلى 2،592 كيلومترًا باستخدام خزانات وقود إضافية. تعتمد الطائرة على إلكترونيات طيران معيارية تسمح بإضافة ترقيات متقدمة، منها رادارات ذات فتحات اصطناعية، وأنماط متابعة التضاريس، وروابط بيانات حديثة، وأنظمة تلقائية لتفادي الاصطدام، كما تُزوَّد النسخ المصدَّرة بأنظمة عرض مثبتة على الخوذة وقدرات حرب إلكترونية معززة.

وبفضل هذا المزيج من الأداء والكفاءة والتقنيات المعيارية، تحتل FA-50 مكانة بارزة بين أكثر طائرات القتال الخفيفة تطورًا ومرونة في الأسواق العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى