اخر الأخبارثقافية

 عبد الرزاق عكاشة يرسم معاناة أطفال ونساء غزة بألوان الحزن والكفن

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي..

يرى الناقد رحيم يوسف أن عبد الرزاق عكاشة استطاع أن يرسم معاناة غزة باللون الاسود الذي يمثل الحزن واللون الابيض الذي يمثل الكفن.

وقال يوسف في قراءة نقدية خص بها ” المراقب العراقي :”حين تشعر بالالم ، وهو الالم النابع من انسانيتك قبل انتمائك ، فإنك لن تكون قادرا على اطلاق مسمى او عنوان لهذا الالم الذي يجتاحك وسيكون الآخر غير معني لعنوان ألمك الشخصي لكن حينما يكون احساسك بالألم تضامنا وتماهيا مع شعب يسحق دون رحمة ، ويأخذ هذا التضامن شكلا تعبيريا صوريا ، فإنه يعد انتصارا لإنسانيتك ، الانسانية التي لم تعد سوى كلمة اُفرغت من دلالاتها بسبب ما يعاني منه شعب غزة “.

وأضاف: ونحن جميعا مهما حاولنا التعبير عن هول المأساة كتابة ورسما وسينما .،و الخ من الفنون الابداعية لا يمكننا الوصول الى صدمة طفلة فقدت جميع افراد عائلتها او أم ثكلت بأبنائها او شيخ ينظر بحزن لانقاض بيته الذي دمرته الطائرات ودفنت اشلاء عائلته تحت الركام ، لكننا ومع احساسنا بلا جدوى كل ما نفعله لكي يعرف الذي أدار بوجهه لما يحدث ،  الا اننا نعبر عما نشعر به رفضا لما يجري وتضامنا مع هذا الشعب المغلوب على أمره وسط اجماع حكومي عربي الا ما ندر ،  ونحن هنا نحاول تسليط الضوء على ما انتجه الفنان التشكيلي الدكتور عبد الرزاق عكاشة في ملحمته التصويرية ( غزة في القلب ) التي جسد فيها الالم والغضب والاستنكار باعتباره فنانا لا يمتلك ادوات للردع سوى فنه”.

وأضاف أن مشروع عكاشة  الجديد ( غزة في القلب ) وهو عبارة عن سطح تصويري ملحمي اكمل الجزء الاول منه وهو عبارة عن سطح تصويري بحجم ( 4 × 5 ) منفذ بالأسود والابيض ، وعلى الرغم من المحدودية التي تكبل الفنان في أطر ثابتة تنفيذيا فن عمله على السطوح التصويرية بالأسود والابيض بالذات  والتي لا تمكنه من تنويعات كثيرة تعبيريا وخصوصا على صعيد الاشتغالات اللونية ، الا أن رؤى الفنان التي تشكلت عبر سنوات طويلة من العمل على تجربته الفنية الجمالية ، والتي دعمها بقدرات ادائية غير محدودة مكنته من التغلب على تلك العقبة ، وذلك عبر استغلال تلك الممكنات مهما كانت محدودة واطلاق قدراته الادائية جماليا من اجل خلق المختلف ، وهكذا يمكننا النظر باتجاه تجربة الفنان المطروحة للتلقي ، بل للمشاركة بعملية الخلق قبل التلقي “.

وأشار الى أن عكاشة تماهى مع السطح عبر التعبير عن رأيه بقتامة اللون توضحت لديه قدرته في ايصال رسالته الفنية والانسانية على حد سواء ، وعن هذا يكتب الفنان عبد الرزاق عكاشة : بعد إكمالي للسطح باعتباره مرحلة اولى من مشروعي الفني حدثني صديق عزيز بالأمس عن الجزء الاول من الجدارية قائلا :  لقد زادت الالوان سوادا وكآبة عما بداته فيها”.

 وأكمل: أن عكاشة يقول ان الموجودين في الجدارية هم سكان غزه الوجع وان حزنهم  وصل ، رسمتهم  بهذه الطريقة  لانهم في غزة وليسوا في باريس او إسبانيا ، لكي أرسمهم  بالوان صارخة او راقصة ، فأنا  أرسم مأساة وواقع دارمي مخجل للإنسانية كلها ، وتلك هي  الوان الوجع والجرح الداخلي وما يقوله عكاشة هنا يمثل مسؤولية الفنان إزاء الاحداث الكونية والمآسي الانسانية التي تحدث من حوله ، وما حدث ويحدث في غزة جريمة كبرى ضد الانسانية أمام انظار العالم المتحضر باعتبارها إبادة جماعية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى