القاص علي السوداني يتحدث عن غربته في اتحاد الأدباء

يقيم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، جلسة احتفاء بالقاص علي السوداني تتضمن، حديثاً عن تجربته القصصية في الغربة، مع قراءة عدد من قصصه الجديدة في الساعة الخامسة من مساء السبت، الأول من تشرين الثاني على قاعة الجواهري في اتحاد الأدباء، وسيدير الجلسة الشاعر منذر عبد الحر.
علي السوداني كاتب يصعب تصنيفه، إلا من خلال نظرته النقدية العابثة بأشياء الوجود بعدما فشلت في ترتيبها، ينتمي إلى «جيل الشتات العراقي في الأردن» الذي ارتبط بالشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي، يأخذ عليه منتقدوه انزلاقه إلى «الكاريكاتوريّة الاستهلاكيّة»، أما هو فيواصل رحلته في «سفر الضحك والوجع» لا مكان للرثاء المبتذل في كتابة علي السوداني (1961). هنا تسود السخرية في شكلها الأشد سواداً.
يكتب السوداني، عموداً صحافيّاً ساخراً منذ سنوات، ويأخذ عليه منتقدوه أنّه صار أنموذجاً للكتابة «الكاريكاتوريّة الاستهلاكيّة»، بعدما بدأ «بداية ناضجة»، لكن علي يرفض لقب الكاتب السّاخر هنا قد تكون الكتابة الساخرة البديل الوحيد عن الموت، أو هي فعلاً تنكيل بالذات «الدعابة السوداء فنٌّ صعب، فإما أن يقع بك في منطقة ضحلة أو يرتفع بك إلى نص صعب”.
أما المواضيع فمن الشوارع، قاع المدن، المقاهي عبر حكايا عن رجال منهكين أو موتى، وحضور قويّ ومنهِك للموتى: الجواهري، البيّاتي، زياد قاسم، محمّد طمّليه، محمود درويش، سركون بولص. وأحياناً يستعيد السوداني، أصدقاءه على صفحتين كاملتين، صديقاً تلو صديق، من دون فواصل أو داعٍ.
لا يبدو ما يكتبه السوداني معنيّاً بالآخر، فالقارئ ستُتعبه اللغة المنمّقة بحثاً عن الحكاية، ولن يبدأ، بالتأكيد، حقبةً أدبيّة أخرى على غرار المقامات، إنّه يكتب للتسلية، وهكذا نستقبل الكتاب.



