اخر الأخبارالمراقب والناسالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

انبعاثات الأبخرة الغازية تجثم على أنفاس بغداد وتخنق سكانها

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف..
طالما حذر المختصون بشؤون البيئة من أن هواء بغداد، أصبح في المدة الأخيرة مُحمّلاً بمواد خطرة تهدد صحة الأطفال وكبار السن، وأن العاصمة تسجل لأول مرة نسبة تلوث في الهواء تصل إلى 515% ، وهذه التحذيرات وللأسف الشديد لم تجد آذانا صاغية من قبل المسؤولين تارة، ولفساد القائمين على حملات إزالة مصادر التلوث تارة أخرى ،ففي مشهد متكرر من سيناريوهات سابقة ،عادت رائحة الكبريت لتحتل مجدداً أجواءَ بغداد مساء الجمعة وأمس السبت ، في عدد من أحياء العاصمة والتي قد تكون ناجمة عن انبعاثات من معامل الطابوق ما أثار شكاوى واسعة بين الأهالي.
الشيء اللافت للنظر أن العديد من المصادر البيئية ،قد أكدت مسبقاً أن الظاهرة المتكررة في العاصمة بغداد ،قد تكون ناجمة عن انبعاثات من معامل الطابوق التي تستخدم الوقود الثقيل (النفط الأسود)،ولكن تلك المعامل تبقى تعمل على الرغم من تسببها بتلك الكارثة المهددة للبشر بالاختناق، إلى جانب أسباب أخرى معلنة مثل تأثير الانقلاب الحراري الذي يمنع تصاعد الغازات إلى طبقات الجو العليا ويؤدي إلى احتباسها قرب سطح الأرض، وإذا ما نظرنا الى الواقع نجد أن التلوث الموجود في سماء العاصمة دائما ما يكون في المناطق التي تقع بالقرب من تلك المعامل .
وقال المواطن علي زهير إن” الرائحة التي تشبه الكبريت قد عادت الى الانتشار في أجواء عدد من مناطق الكرخ والرصافة، وامتدت إلى أطراف العاصمة كمناطق شرق القناة التي تكون قريبة من منطقة النهروان المشهورة بصناعة الطابوق وغطت مدينة بسماية”.
وأضاف أن “المواطنين الموجودين في تلك المناطق أبلغوا عن إحساس بضيق التنفس وحرقة في العينين وهذه الحالات طالما تكررت بالحدوث في هذه المناطق كلما حدث أي تلوث في الاجواء “.
وأشار الى أن” السكوت الحكومي تجاه التكرار الحاصل في هذا الموضوع يثير الكثير من علامات الاستفهام ولابد من إجابة مقنعة، فتصريحات وزارة البيئة عن التلوث الحاصل لا تعطي أي وضوح للناس فهي ترمي الكرة دائما في ملعب التضخيم الإعلامي على الرغم من وجود التلوث في الاجواء بشكل واضح وجلي وليس مجرد شائعات “.
من جهته قال المواطن سجاد كامل :إن “رائحة الكبريت قد ظهرت بشكل كبير في منطقة الحسينية القريبة من بوب الشام التي توجد فيها المعامل المختلفة وقد بدأت بالتصاعد منذ ساعات المساء الأولى واستمرت حتى وقت متأخر، وأن الاهالي اضطروا لإغلاق النوافذ لتخفيف تأثيرها داخل المنازل وهو مشهد دائم الحدوث في هذه المناطق”.
وأضاف: إن” الحكومة وعلى الرغم من توفر الإمكانيات المادية والبشرية تبقى عاجزة عن حل مثل هذه الحالة التي تبقى على شكل أسئلة تدور خارج مدار الأجوبة المقنعة نتيجة عدم توفر العزيمة على إنهاء هذه الحالة التي لم يكن التعامل معها بشكل صحيح منذ البداية فتحولت الى ظاهرة يصعب التعامل معها بسهولة “.
ودعا الجهات الحكومية الى التعامل بحزم مع كل من له أماكن تسهم بالتلوث كالمصاهر ومعامل الطابوق التي عاودت العمل من جديد لعدم وجود متابعة حقيقية فمن المعروف أنها تتعامل بالرِّشا مع بعض أفراد جهات التفتيش من أجل استمرار عملها “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى