مماطلة أمريكية تضع خيار الانسحاب من العراق خارج دائرة التنفيذ

واشنطن تناور بتصريحاتها
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
ما تزال الولايات المتحدة الامريكية تمارس الكذب في عملية الانسحاب من العراق، متجاوزة الدعوات الحكومية وقرارات مجلس النواب التي حثت على ضرورة جدولة الانسحاب بشكل تدريجي لقواتها المتواجدة في قواعد عسكرية ثابتة، إلا أن واشنطن لا تريد تنفيذ ذلك وتماطل بقضية الانسحاب، رغم المفاوضات التي عُقدت بين لجان من بغداد وواشنطن، إلا أن أمريكا ترى في العراق نقطة استراتيجية تمارس من خلالها المراقبة والاعتداءات على دول المنطقة خصوصا الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط ومحاولات إعادة رسم النفوذ الغربي فيها، فأن الولايات المتحدة الامريكية غيرت فكرتها عن ترك العراق، الذي تتخذ منه منطلقا في عملياتها العدوانية ضد إيران، وهذا ظهر بشكل واضح خلال حرب الـ 12 يوما التي شنها العدو الصهيوني على طهران واستُخدمت فيها الأجواء العراقية التي سخرتها واشنطن لخدمة الطيران “الإسرائيلي” المعادي الذي نفذ عمليات عدوانية في إيران واغتال كبار قادة الجمهورية الإسلامية.
وتعمل واشنطن على توسيع دائرة التطبيع في الشرق الأوسط بحسب الاتفاقية الإبراهيمية، وتريد من خلال ذلك جعل الكيان الصهيوني صاحب الكلمة العليا في المنطقة وهو ما لا يمكن أن تقبله دول محور المقاومة التي يُعد العراق جزءا منها ولهذا فهي تضغط على بغداد وباقي الأطراف، من أجل القبول بالوجود الصهيوني كواقع حال في المنطقة.
مراقبون أكدوا أن الولايات المتحدة ستخلق آلاف العراقيل أمام قضية انسحابها وخروجها من العراق ، وأول هذه المشاكل التي تتحجج بها واشنطن هو الوضع المتأزم في الشرق الأوسط وستجعل من نفسها راعية للسلام وأن وجودها يعزز من الاستقرار في حين أن الفوضى التي يعيشها العالم وليس منطقتنا فقط، سببها الأطماع الأمريكية ومحاولتها إخضاع العالم كله تحت قراراتها وتصرفها.
وحول هذا الأمر يقول المحلل السياسي حيدر عرب الموسوي في حديث لـ”المراقب العراقي” إن “الولايات المتحدة الامريكية تتحين الفرص فيما يخص انسحابها من العراق والتشظي السياسي العراقي الذي حصل مؤخرا ربما يساعد واشنطن على البقاء في البلد”.
وأضاف الموسوي أن “واشنطن تحاول تصدير فكرة أن الدولة العراقية غير مستقرة وتحتاج إلى الوجود الأمريكي من أجل خلق بيئة ومناخ مناسب يتقبل هذا الوجود بعيدا عن القرارات الحكومية الملزمة لواشنطن وكل القوات الأجنبية بالخروج من العراق”.
هذا وكشفت منظمة “أنتي وور” الأمريكية المناهضة للحرب أمس الأربعاء، عن تراجع الحكومة الأمريكية عن قرارها السابق بسحب كافة قواتها من العراق وبشكل نهائي، وأن القوات ستبقى لمواجهة أي خطر متبقٍ لداعش الإرهابي، الأمر الذي يقضي بوجود قوات فعلية على الأرض تقوم بتنسيق العمليات مع باقي القوات الأمريكية المتمركزة في التنف السوري.
يُشار إلى أن القوات الأمريكية باشرت الانسحاب المفاجئ قبل بضعة أسابيع من القواعد التي تتواجد فيها داخل العراق، معلنة إنهاء تواجدها العسكري داخل البلاد، قبل أن يتغير موقفها إلى الإعلان عن نيتها إبقاء بعض تلك القوات.



