اخر الأخبارالاخيرة

شواهد من زمن مجهول ترويها الحجارة

على تلة صامتة في قرية “ئاموكان” التابعة لناحية حرير في محافظة أربيل، تقف شواهد قبور غامضة كأنها رسائل حجرية قادمة من زمن طواه النسيان، لا أسماء ولا تواريخ، فقط رموز غريبة ورسوم محفورة على حجارة بدأ الزمن يأكل أطرافها، وسط دهشة السكان وصمت الجهات المعنية.

القرية، التي يحتضنها سكون الطبيعة، باتت موطناً لسلسلة من التساؤلات التأريخية غير المجابة، فهذه الشواهد، التي مضى على وجودها مئات السنين على الأرجح، تحمل إشارات بصرية تثير الفضول ولا تجد لها تفسيراً واضحاً.

يقول حمد علي، وهو أحد كبار السن في القرية، إن هذه القبور كانت دائماً موضع استغراب، حتى أجدادهم لم يعرفوا لمن تعود، يشير إلى أحد الشواهد حيث نقشت عصا منحنية، يعتقد أن صاحب القبر كان شيخاً طاعناً في السن، وعلى حجر آخر يظهر شكلاً ثانياً، مما يرجح أن المدفونة كانت امرأة، أما الرموز التي تحمل السيوف، فقد ربطها سكان القرية بمحاربين أو فرسان من زمن قديم، ما يثير القلق أكثر من الغموض، هو الإهمال.

ويقول سعيد رسول، إن أحداً من الباحثين أو المختصين لم يزر المكان لدراسته أو توثيقه، بعض الأحجار بدأت تتآكل بفعل الزمن، وأخرى سرقت أو تكسرت، ما يهدد بفقدان هذا الأثر الفريد قبل أن يُفك لغزه.

وتعبر شرمين محمد، وهي من نساء القرية، عن مشاعر مختلطة تُجاه هذه الشواهد، فبالنسبة لها ولأهل ئاموكان، هذه القبور ليست مجرد أحجار، بل جزء من هوية المكان وامتداد تأريخي لا يعرفون بدايته، لكنهم يخشون أن تكون نهايته النسيان.

وتقول، إن الزوار يأتون أحياناً لتصوير هذه الشواهد ويعبرون عن دهشتهم بها، لكن لا أحد يتدخل لحمايتها أو تفسيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى