الذهب ينصب فخاخاً للمقبلين على الزواج

المثقال يقارب المليون
المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف..
منذ أشهر والمقبلون على الزواج في حيرة من أمرهم فمع استمرار ارتفاع الذهب، وازدياد المتطلبات الاجتماعية، يبقى السؤال مفتوحا: هل يتحول الزواج في العراق الى حلم مؤجل أم أن المجتمع عليه أن يتحرك لإيجاد بديل مقنع لتدارك خطورة المأزق الذي تسبب به ارتفاع أسعار الذهب في السوق العراقية المتأثرة بالاسواق العالمية .
في التحولات التي طرأت على سعر الذهب لم يعد الزواج بالعراق في الوقت الراهن مجرد خطوة اجتماعية طبيعية، بل تحوّل إلى معادلة معقدة تتنازعها عوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية ، جعلت من إقدام الشباب عليه مشروعاً محفوفاً بالتحديات التي من الصعب التغلب عليها، فأسعار الذهب سجلت قفزة غير مسبوقة هذا الأسبوع، إذ بدأ المثقال يقترب من المليون دينار ، ما جعل سوق الصاغة في حالة ركود شبه تام، مع تزايد عزوف المواطنين عن الشراء.
وقال المواطن حامد جبار إن “تجار الذهب في أكثر الاسواق التي زارها من اجل الحصول على ذهب لزواج ابنه قد أكدوا أن الصعود الأخير في أسعار الذهب كان صادماً ولم يكن بهذا المستوى في أي وقت مضى لذلك أصبح الإقبال على الشراء في أدنى مستوياته، حتى أن بعض الشباب المقبلين على الزواج ومنهم ابني قد أوقفوا ترتيباتهم بانتظار استقرار الأسعار”.
وأضاف أن” الكثير من الأسر المتوسطة ستكون مجبرة على عدم تزويج أبنائها في الوقت الحالي حيث إن هذا الارتفاع لا يمثل مجرد أزمة في السوق، بل ينعكس مباشرة على بنية المجتمع، لأنه يثقل كاهل المقبلين على الزواج ويجعل المهر عبئاً يوازي أحياناً سنوات من العمل وهو أمر يقر به الجميع “.
من جانبه قال الباحث الاجتماعي هشام عبد الله :إن” ارتفاع الذهب حاليا وبهذه الارقام الفلكية قد يجعل من تأخر سن الزواج ظاهرة آخذة في التوسع، وهو ما يهدد بآثار نفسية واجتماعية لاحقة، أبرزها زيادة العزوبة الطويلة وضغوط الحياة الفردية على الأسر العراقية الطامحة لتزويج أبنائها في الوقت الحالي وهو مسعى يواجه صعوبات عديدة”.
وأضاف : إن” المجتمع العراقي ومنذ مدة طويلة يعاني شحّ الفرص وغياب سياسات تشغيل فاعلة، لذا من الطبيعي أن يبقى كثير من الشباب عاجزين عن توفير أبسط مقومات الزواج وهذا الارتفاع الجنوني يسهم بشكل فاعل في تعميق الهوة بين الشباب والزواج “.
واوضح أن “الأهالي من جهتهم يعيشون حالة ارتباك، بعضهم يحاول مسايرة المظاهر برفع سقف الطلبات، بينما يعبّر آخرون عن قلق متزايد من عزوف الشباب عن الإقدام على الزواج، ما يضع الأسر أمام معادلة قاسية: إما القبول بمهور ومظاهر مبالغ بها، أو بقاء البنات والشباب خارج دائرة الاستقرار الأسري.
وأشار الى أن “طلبات المهور شهدت خلال السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً، متأثرة بمقاطع السوشيال ميديا التي عززت صورة الزواج الباذخ والاحتفالات الفارهة وهذه الحالة قد شهدت نموا في المجتمع وإنْ أضفنا غلاء الذهب لها سيكون من الصعب على الشاب التفكير في الزواج إنْ لم يكن متمكنا من الناحية المادية فهي تصنع حاجزاً مضاعفاً أمامه يصعب تجاوزه”.



