اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

ترامب يضع نفط العراق في دائرة الاستهداف والاحتكار المطلق

مخطط جديد للهيمنة الأمريكية


المراقب العراقي/ أحمد سعدون..
في سياق توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة والذي تم في منطقة شرم الشيخ بمصر، أثارت تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً وموجة من الانتقادات السياسية والشعبية، حيث اشار خلالها الى أن العراق يمتلك ثروة نفطية ضخمة لكنها غير مستغلة بشكل كاف، مما اعتُبر تلميحاً غير مباشر للرغبة في السيطرة على هذه الثروة الاستراتيجية.
هذه التصريحات أطلقت في لحظة حساسة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لتزيد من القلق لدى الكثيرين حول مصير الموارد العراقية ومستقبل السيادة الوطنية.
ترامب، الذي طالما اتبع سياسة خارجية تميل الى استغلال الموارد الاقتصادية للدول النامية لتحقيق مكاسب مالية وسياسية لأمريكا، حيث إن هذه التصريحات تعكس توجهاً أعمق يتعلق بما وصفه بعدم قدرة العراق على استثمار ثرواته النفطية الكبيرة، هذه التصريحات لم تكن مجرد كلام عابر، بل يمكن تفسيرها ضمن استراتيجية أكبر تهدف الى التأثير على السياسات الاقتصادية والسياسية العراقية، وربما الى إعادة هيكلة العلاقة بين العراق والقوى الكبرى من خلال الاستحواذ على أهم الموارد الوطنية.
وقد شكل هذا الموقف مصدر قلق واسع في الاوساط العراقية، سواء على الصعيد الشعبي أو السياسي، إذ انتشرت ردود الفعل الغاضبة التي اعتبرت تصريحات ترامب إهانة للسيادة العراقية وتقليلاً من شأن قدرات الدولة على إدارة ثرواتها.
وجاء هذا الغضب الشعبي في ظل ما وصفه البعض بـ”الصمت الرسمي المريب” الذي تبنته المؤسسات الحكومية والدبلوماسية في بغداد، حيث لم تصدر أي بيان واضح او تحركات دبلوماسية ترد على ما جاء في التصريحات.
هذا الصمت، بحسب مراقبين ومحللين سياسيين، يعزز من مخاوف العراقيين من وجود ضغوط خارجية تدفع ببعض الاطراف الرسمية الى التقليل من أهمية مثل هذه التصريحات او التعامل معها كأمر واقع لا يمكن تغييره، وبذلك، فإن عدم الرد الفوري او الحازم يُفسر على أنه قد يفتح الباب امام المزيد من التدخلات في الشأن الاقتصادي والسيادي العراقي، خاصة في مجال النفط الذي يُعد شريان الحياة للاقتصاد الوطني.
ويرى المراقبون أن هذا الوضع يتزامن مع ظروف إقليمية ودولية معقدة، حيث تتداخل فيها مصالح عدة دول كبرى في العراق والمنطقة، بما في ذلك مصالح الطاقة والموارد، موضحين أن السيطرة على الثروات الطبيعية أحد الاهداف الرئيسة لهذه القوى، التي تستغل الازمات السياسية والاقتصادية الداخلية لتحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الامد.
في المقابل، ينادي العديد من السياسيين والمراقبين بضرورة تحرك الحكومة العراقية والدبلوماسية بسرعة لوضع حد لهذا التراخي، عبر تبني مواقف واضحة ترفض أي محاولة للهيمنة على موارد العراق، وتعزز من استقلالية القرار الوطني في إدارة الثروات النفطية.
وعلى المستوى الشعبي، أسفرت تصريحات ترامب عن حراك واسع في وسائل التواصل الاجتماعي التي طالبت الحكومة بالتحرك العاجل، معتبرين أن هذه الثروات هي ملك للشعب العراقي وليس لأي طرف خارجي التدخل فيها أو تقاسمها .
ووسط هذه الاعتراضات أكد الخبير الاقتصادي د. فالح الزبيدي في حديث لـ”المراقب العراقي”، أن هذه التصريحات ليست مجرد كلام عابر، بل تعبر عن نهج استعماري حديث تعتمده أمريكا في تعاملها مع الدول ذات الموارد الغنية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف إن “هذه التصريحات تكشف بوضوح النوايا الأمريكية الرامية إلى السيطرة على الموارد الطبيعية للدول الأخرى عبر أساليب سياسية واقتصادية غير مباشرة، مستغلة الضعف الحكومي والاحتقانات السياسية”.
ولفت الى أن “السياسة الأمريكية تجاه العراق لم تكن يوماً مبنية على احترام السيادة الوطنية، بل على استراتيجيات تستهدف استنزاف ثرواته والهيمنة على مفاصل اقتصاده الحيوي، والنفط على رأس هذه الثروات”.
وأشار الى أن “هذه التصريحات قد ألمحت إلى عدم قدرة العراق على استثمار ثروته النفطية الكبيرة، وما هي إلا محاولة لتبرير التدخل الأمريكي المتكرر في الشأن العراقي، وخلق مبررات مزيفة لاستمرار الاحتلال الاقتصادي والسياسي للبلاد”.
وتبقى تصريحات ترامب ليست سوى جزء من سياسة أمريكية ممنهجة تستغل ثروات الشعوب، وتتنافى مع قواعد القانون الدولي بحق الدول في إدارة مواردها بحرية وسيادة دون وصايا خارجية ، حسب رأي مختصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى