غياب الأدوية يضع مرضى أورام الدماغ على لائحة العوز والفاقة

أسعارها في الصيدليات مرتفعة جداً
المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف..
المرضى من الفقراء المعدمين وليس الأغنياء، هم من يراجعون لتلقي العلاج في المستشفيات الحكومية الخاصة بالأورام ولاسيما مدينة الطب في العاصمة بغداد، ويتحملون شتى الصعوبات، من أجل الحصول على العلاج، لأنهم لا يقدرون على تحمل كلف النقل والإقامة والعلاج في أماكن أخرى، وإزاء نقص العلاجات والأجهزة الطبية، فأن الكثير من المرضى يموتون بصمت، وهي حالة متوقعة، نتيجة عدم توفر أنواع معينة من الأدوية الخاصة بأمراض الدماغ.
هناك من كان يمضي ساعات طوالاً في مستشفى الأورام في مدينة الطب، ماداً ذراعهُ للحقن بجرعة كيمياوي تغرس إبرتها تحت جلد يدهِ، وفي رأسه أفكار محتدمة بشأن المصير الذي ينتظره مع ورم الدماغ الذي كشفت الفحوصات إصابته به قبل نحو سنة، ولكن الآن أضيفت معاناة أخرى الى معاناته من المرض، هي عدم توفر العلاج في داخل المستشفى الذي يعد أهم المؤسسات الطبية في البلاد.
زوجة المريض علاء جاسم تراجع منذ مدة مستشفى الأورام وتقول: “لقد مضى أكثر من أسبوعين وليس هناك علاج كيميائي لمرضى ورم الدماغ (تيمودال)، في مدينة الطب، تحديدًا مستشفى الأورام، وهي حالة تستدعي إيجاد الحلول المناسبة لها، ولاسيما ان الحكومة هي من رفعت شعار حكومة الخدمات، ما يستدعي منها تحقيق هذا الشعار من أجل صدق النوايا”.
وأضافت: ان “الكثير من المراجعات قد تمت للمستشفى المذكور، وعند كل مراجعة يُقال لك أن تذهب لترى الصيدلية الأهلية التي بجانب المستشفى، لعدم توفر الأدوية وهي حالة معيبة على وزارة الصحة، لكوننا من الفقراء ولا نستطيع تحمل تكاليف العلاج الغالية”.
وأوضحت، ان سعر العلبة 80 ألف دينار، والمريض يحتاج إلى 4 أو 5 علب، مما يعني أن المجموع يصل إلى 400 ألف دينار أو أكثر، وهذا الأمر يضع الفقير على حافة الحاجة والذهاب باتجاه الاستدانة من الآخرين، ومع تكرار هذه الحالة قد يضطر الانسان الى بيع بيته”.
على الصعيد نفسه، يكافح المريض محمد شاكر من أجل البحث عن العلاج الغائب عن صيدلية مستشفى الأورام، حيث أصبح غياب الأدوية يضع مرضى ورم الدماغ على لائحة العوز والفاقة، لكونهم من الطبقات الفقيرة، والذي قال: ان “المراجعات الكثيرة للمستشفى لم تثمر عن أي شيء وبقيت دون أي علاج، والأدهى من ذلك، ان الدواء موجود في الصيدلية الأهلية القريبة من المستشفى، وهنا من حقي ان أتساءل لماذا لا يوجد العلاج في المستشفيات الحكومية مع توفره في الصيدليات الأهلية؟”.
وأوضح، ان “الكثير من صيدليات المستشفيات الحكومية شبه خالية من الأدوية، ولا أحد يعطي الجواب المقنع عن هذه الحالة التي تحير عقول المراجعين، وتعصر قلوبهم من الحسرة على ضياع حقهم في الحصول على الأدوية التي يحتاجها المرضى المصابون بالأمراض الخطيرة مثل أورام الدماغ التي تكون أسعارها ليست في متناول أهالي المرضى”.
وناشد وزارة الصحة بضرورة الالتفات الى ملف الأدوية الخاصة بالأمراض التي تحتاج الى علاج طويل مثل السرطان والأورام التي أصبحت تنتشر في البلاد خلال الفترة الأخيرة، لصعوبة الحصول عليها من الصيدليات، نتيجة لارتفاع أسعارها”.



