طائرة J-20S الصينية تتفوق على الصناعات الامريكية بقدراتها على أداء المهمات المعقدة

تواصل الصين تطوير صناعتها الحربية خاصة فيما يخص الطائرات الحربية، اذ بلغت بكين مراحل متقدمة في هذا المجال.
وتمثّل طائرة J-20S الصينية من الجيل الخامس التهديد الأبرز لامريكا في حال وقوع أي صراع محتمل بين واشنطن وبكين، وذلك بسبب قدرتها على أداء مهام مختلفة في بيئات قتال شديدة التعقيد، مثل تعطيل عناصر الدعم الأميركية بما في ذلك طائرات الإنذار المبكر (AWACS)، بما يضمن تفوقها الجوي.
ومع تحول الانتباه العالمي نحو “الحرب الشبكية” القائمة على جمع المعلومات والتنسيق بين المنصات، تبرز طائرة J-20S ذات المقعدين كمنصة جوية متطورة قادرة على التحكم في أسراب من الطائرات المسيّرة، وإدارة القتال، والقيام بمهام الحرب الإلكترونية، وشن ضربات دقيقة على أهداف في البر والبحر.
وأصبحت “الحرب الشبكية” محور العمليات العسكرية الحديثة، وهو مفهوم يشير إلى التنسيق بين عدة منصات بدءاً من أسراب الطائرات المسيّرة، مروراً باستخدام الطائرات والسفن الصديقة القريبة كنقاط استشعار لتعزيز الوعي الميداني. وتعمل جميع الجيوش الكبرى اليوم على تطوير قدراتها في هذا النوع من الحروب.
وتمثّل الطائرة J-20S، وهي نسخة معدّلة من المقاتلة الصينية الشبحية Chengdu J-20، تجسيداً كاملاً لاعتماد الجيش الصيني نهج الحرب الجوية الشبكية. وتُعد أول مقاتلة ثنائية المقعد من الجيل الخامس تدخل الخدمة التشغيلية في العالم، طوّرتها شركة Chengdu Aerospace Corporation (CAC) لصالح سلاح الجو الصيني، وتشكل خطوة متقدمة ومؤثرة في قدرات الصين الجوية.
ونفّذت الطائرة أولى رحلاتها في نوفمبر 2021، وبُني منها ما لا يقل عن 6 نسخ تجريبية حتى مطلع 2025، شملت تحسينات على النظام الكهروضوئي وطلاءً جديداً لامتصاص الموجات الرادارية.
وتحتفظ طائرة J-20S ببنية التخفي الأساسية لنسختها أحادية المقعد J-20، لكنها خضعت لتعديلات تسمح بتشغيلها بواسطة طيار ومساعد أنظمة الأسلحة (WSO).
وتتميز طائرة J-20S بتصميم قمرة قيادة مزدوجة، حيث يجلس الطيار في المقدمة، بينما يكون ضابط أنظمة الأسلحة في الخلف، للتعامل مع دمج أجهزة الاستشعار، والحرب الإلكترونية، وإعطاء الأوامر لمنصات أخرى دون إرهاق الطيار، ما يسمح باتخاذ القرارات في الوقت الفعلي في بيئات معقدة، مثل إدارة أسراب من الطائرات المسيرة.
وأعادت شركة Chengdu تصميم مقدمة الهيكل لإضافة المقعد الثاني، وزادت حجم الزعانف الخلفية لتحسين الثبات، كما أعادت تشكيل المقدمة لاستيعاب رادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) مطوّر، يُرجَّح أنه يعتمد على تقنية نيتريد الجاليوم (GaN) لزيادة الكفاءة والطاقة. كما زُوّدت الطائرة بطلاء رمادي داكن ماصّ للموجات الرادارية لتعزيز خاصية التخفي.
ويوفر نظام استهداف كهروضوئي متطور (EOTS) مُثبت أسفل مقدمة الطائرة تغطية شاملة، تُشبه نظام الاستهداف المباشر (DAS) في طائرة F-35، للكشف السلبي وتتبع التهديدات.
وتعمل هذه الطائرة بمحركين توربينيين من طراز Shenyang WS-10C، مع إمكانية تطويرها إلى طراز WS-15 الأقوى لتحقيق القدرة على الطيران الفائق خلال العمليات.
تعتمد الطائرة حالياً على محركي Shenyang WS-10C، مع خطط لاستبدالهما بمحركات WS-15 الأحدث لتحقيق القدرة على الطيران الفائق خلال العمليات.
وصُمّمت الطائرة J-20S لتحقيق التفوق الجوي وخوض اشتباكات خارج مدى الرؤية (BVR)، إضافة إلى تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف برية وبحرية.
ومن المقعد الخلفي لقمرة القيادة، يمكن للطيار الثاني التحكم بطائرات مسيّرة ضمن مفهوم “الجناح المخلص” (Loyal Wingman)، لمهام مثل الاستطلاع والتشويش وشن الضربات، مما يضاعف القوة في المجال الجوي المتنازع عليه.
وصُممت الطائرة كذلك لعميات التشويش، وتوفير معالجة بيانات تكتيكية، ومركز قيادة للأصول الشبكية، بما في ذلك المقاتلات الأخرى والطائرات المسيّرة ومنصات الإنذار المبكر والتحكم.



