يا أيّها الوطنُ المرسومُ أوردةً

قاسم العابدي
أرضُ المتاهاتِ تغوي طلّةَ السُحبِ
فتستفيقُ على
ترنيمةِ القصبِ
حيثُ الدروبُ التي تأتي كقافيةٍ
عوجاء لا تنتمي إلا
إلى التعبِ
هنا احتساءُ الليالي خمرَ غربتِنا
نحنُ الذينَ فقدنَا
لوحةَ العشُبِ
يا لهجةَ الفقدِ حرفُ السيفِ ينحرُنا
( والسّيفُ أصدقُ انباءً من
الكتبِ)
أضحتْ رماديّةُ الأيّامِ تطرُبنا
حتّى نسينا كمالَ
الضوءِ بالشهبِ
عِفنا سماواتِ معنى النبضِ يعزفُها
فهلْ سنعزفُ في
قيثارةِ العجبِ
نحتاجُ فتحَ فتوحٍ بين أضلعِنا
فربّما تَرتجينا
لحظةُ الطربِ
من عهدِ ألفِ ضياعٍ في ملامِحِنا
ستكتبُ الشعرَ نبضا دوحةُ
العنبِ
قد لا نبيّضُ بالدّنيا صحائفَنا
لكنْ نسوّد ثغرَ
الوصلِ بالعتَبِ
نلقي جلابيبَنا السوداءَ مشبعةً
بلهجةِ العوزِ أو في
شهقةِ الكربِ
كمْ بينَ حيطانِنا نارٌ مقدسةٌ
حجّت إليها خيولُ
الآه بالخببِ
لو يعلمُ الوطنُ المصلوبُ، جثّتُه
بينَ الفراتينِ في جيشٍ من
الرعبِ
إنّ الأماكنَ قد تاقتْ لغيرتِها
مثلَ السطورِ التي تهفو إلى
الأدبِ
تيبستْ دوحةُ الأفراحِ في وطنٍ
ولم تجدْ نحوَه للآن
من سَببِ
يا أيّها الوطنُ المرسومُ أوردةً
قد نامَ أهلوه حتّى عن خُطى
الشَغبِ
نحنُ الذين تلقّانا قراصنةٌ الأحزابِ فاغتَصبوا ياقوتة
الغضبِ
لذا سلكنَا دروبَ الصمتِ قاتمةً
يرتّقُ الجوعُ فينا
موسمَ الرّطبِ
يا لفتةَ الأبرجِ العليا وكذبتها
إذ بشرّت نبضَنا في
فترةِ السغبِ
ياسُنّةَ الضيمِ تجري فوقَ موطنِنا
كما يسيرُ لهيبُ النارِ
في الخشبِ
ما بينَ حدّينِ من ظلمٍ تبعثرُنا
تلكَ الوجوهُ التي صُفّت على
الكذبِ
فبينَ أيّامنا يتمٌ وأرصفةٌ
ومرفأ ظاميءٌ مافيه
من أربِ
دهرُ الغبارِ تمشّى في ملامحنا
فمنْ يرانا يرى
حمالةَ الحَطبِ
حتّى قصائِدَنا تاقتْ إلى هربٍ
وليسَ ثمّة للأوجاعِ
من هربِ



