اراء

ماذا لو لم تتدخل إيران وحزب الله لنصرة غزة..!

بقلم / ماجد الشويلي ..

♦️لو أن إيران لم تنصر غزة، لقالوا إنها قدمت حماس كبش فداء لملفها النووي، خاصة وأن الحديث عن العودة إلى المفاوضات النووية كان في بدايته، ولقالوا إن المخابرات الإيرانية هي من ورطت الفصائل الفلسطينية بهذه العملية، وهي التي سربت معلوماتها لإسرائيل، ولأخذ الإعلام الغربي والعربي يضخ ملايين الدولارات لترسيخ هذه الفكرة على المستويين الشعبي والرسمي.

♦️لو أن إيران لم تتدخل بحجة أنها لم تُخبَر بالعملية، لقالوا: انظروا إليهم، إنهم يريدون عبيدًا لا حلفاء، إنهم يريدون فصائل المقاومة مجرد أدوات وأذرع يتحكمون بها كيف ومتى شاؤوا.

♦️لو أن إيران لم تتدخل، لقالوا إنها كانت تكذب على الفصائل، وإنها أرادت إبعاد الخطر الإسرائيلي عنها فاتخذتهم درعًا واقيًا لا أكثر.

♦️لو أن إيران لم تتدخل، لانهارت مكانتها في نفوس العالم الإسلامي، ولجعلت المعارضة الإيرانية من هذا الأمر ذريعة لضرب النظام في الداخل وتأليب الوضع عليه، ولقالت: انظروا أيها الشعب الإيراني، أينا المنافق؟ نحن أم أصحاب العمائم؟

♦️لو أن إيران لم تتدخل، لانبرت تركيا وتصدرت المشهد الإسلامي في المنطقة بمنهجها البراغماتي النفاقي، ولأصبح منهجها هو الأصوب بنظر الفلسطينيين والعرب وسائر المسلمين، ولماتت روح المقاومة في الأمة بشكل نهائي، ولما استطاع أحد بعد ذلك أن يفكر بمقارعة الاحتلال الإسرائيلي والطغيان الأمريكي في المنطقة مطلقًا.

♦️لو توقفت الحرب دون أن تتدخل إيران لنصرة غزة ، لأصبح من الصعب جدًا على فصائل المقاومة أن تعيد علاقتها بإيران، ولانخرطت القوى الفلسطينية بعملية سلام شاملة ونهائية مع الكيان الصهيوني، ولانسحب ذلك على بقية القوى في المنطقة.

♦️لو أن إيران لم تتدخل، لانقطعت صلتها وعلاقتها بأنصار الله في اليمن، لأنها ستصبح بنظرهم دولة كاذبة ومنافقة، ولظلت مواقفهم أكثر شجاعة، فهم لا يقتنعون بأي دولة ليس لها موقف واضح من القضية الفلسطينية، فكيف إذا صدر التخاذل من إيران التي حملت لواء المقاومة ضد الاستكبار العالمي برمته؟

♦️لو أن إيران لم تتدخل، لعمل الإعلام الغربي والعربي على ترسيخ مفهوم أن الشيعة أهل نفاق ودجل، وأنهم عملاء للإسرائيليين والأمريكيين، وأن كل همهم هو تفتيت العالم العربي السني.

♦️لو أن إيران لم تتدخل لنصرة غزة، ثم قام الإسرائيليون بالهجوم على حزب الله فتدخلت لنصرته، لتأكد للعالم أجمع أنها دولة طائفية لا تهتم بالنساء والأطفال السنة في غزة، وأنها وقفت مع حزب الله لأنهم شيعة، وأن كل ما كانت تدعيه وترفعه من شعارات الوحدة ونصرة المسلمين محض دجل وكذب.

فإن لم تتدخل لنصرته ، لانهارت العلاقة معه، ولأصبحت إيران بنظر عموم الشيعة وليس حزب الله وحده دولة منافقة.

لا سمح الله .

فألف تحية لايران الاسلام والحكمة والشجاعة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى