فتاة تحول الشمعة إلى مشروع يحمل بصمة فنية فريدة

لم تكن تتخيل رحمة عادل، أن لحظة بسيطة في مطبخ بيتها، صنعت فيها أول شمعة، ستكون الشرارة الأولى لانطلاق مشروع فني متكامل، أصبح اليوم معروفاً باسم “فن الوصال”، تجربة بدأت بخطوة صغيرة، لكنها تحولت إلى قصة طموح ملهمة لفتاة قررت أن تصنع من الضوء، مساراً للإبداع.
تروي رحمة، أن كل شمعة تصنعها ليست مجرد أداة للإضاءة، بل قطعة فنية تنطق بالجمال وتعكس روحها. وتقول، إن هذه الحرفة علمتها الكثير من الصبر إلى الإتقان، ومن اختيار الفتيل المناسب إلى مزج الشمع بعطور متوازنة وآمنة للبيئة، وترى في كل شمعة درساً وفي كل تجربة بداية جديدة.
بدايتها كانت متواضعة، انطلقت من ورشة صغيرة داخل منزلها، بإمكانات محدودة ومواد أولية بسيطة، تتذكر أول شمعة صنعتها وتصفها بأنها كانت مليئة بالأخطاء، لكنها أشعلت في داخلها، الرغبة في التعلم والتطور، لم يكن الطريق سهلا، بل مملوءاً بالتجارب الفاشلة، لكنها اعتبرت كل إخفاق فرصة لاكتساب خبرة جديدة.
رحلة التعلم لم تقتصر على التجربة فقط، بل قضت رحمة ساعات طوال في مشاهدة الدروس المتخصصة على الإنترنت، طورت من خلالها، مهاراتها في إنتاج شموع صديقة للبيئة، لم تكتفِ بالصناعة فقط، بل تولت بنفسها كل تفاصيل المشروع، من شراء المواد الخام إلى التصميم والتصوير والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واجهت تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة الحصول على مواد أولية بجودة مناسبة، إضافة إلى إقناع الناس بأن ما تقدمه ليس مجرد منتج تقليدي، بل هو عمل فني يستحق الدعم، إلا أن كل تعليق إيجابي وكل تفاعل من الجمهور، كان دافعاً للاستمرار وبذل المزيد.
النقلة النوعية في مسيرتها جاءت عندما حصلت على فرصة المشاركة في مبادرة “ريادة” التي ساعدت الكثير من الشباب على الانطلاق بمشاريعهم الصغيرة، تصف هذه المبادرة بأنها شكلت نقطة تحول، منحتها الدعم المادي والمعنوي، ومكنتها من الظهور في معارض وفعاليات فنية، حيث بدأ الناس يتعرفون على علامتها ومنتجاتها.
تقول رحمة، إن تلك المشاركات فتحت لها أبواباً جديدة، وساهمت في بناء شبكة علاقات مع شركات وأفراد مهتمين بهذا النوع من الفن، مما ساعد على توسيع المشروع وتطويره.
في نهاية حديثها، تعلّق رحمة بكلمات مؤثرة: “تعلمت من الشموع، أن الضوء لا يولد إلا من الانصهار، وأن النجاح لا يأتي إلا بالصبر، وأن الحلم يحتاج إلى من يؤمن به، كما تؤمن بيئة حاضنة بطاقات الشباب”.



