قصائد إلى غزة

منذر أبو حاتم
(رسل الضوء)
هُمُ الغرباءُ…
لكنَّهُم حينَ جاءُوا كأعمدةِ الشَّمسِ،
صارَ المدى مجدَهمْ،
وانحنى الموجُ لطيف ظِلالهم الشاهقات،
واستفاقَتْ رياحٌ قديمةْ.
من كل الجهات ..
غَزّةُ…
لا تَسألي أينَ كانوا أولئك الأعرابْ،
ففي الصَمتِ ماتوا،
وفي الذلِّ باعوا
مفاتيحَ أبوابِهمْ
للغزاة.
**
(ملحمة الأشرعة)
أمّا الوجوهُ التي لا تُهادنْ،
أمّا الأشرعةْ،
أمّا الطيفُ يَرسُمُ فجرَكِ…
فما زالَ في البحرِ أسطولُكِ الصامدُ الآنَ
يَكْبُرُ…
مثلَ الحقيقةْ.
فلمّا أضاءتْ رايات الأشرعة..
كأنّ النجومَ انسكبتْ في العبابْ،
تَشظّى الظلامُ…
وكانوا سَفائنَ نورٍ
تُسافِرُ في جرحِ غزّةَ
نحوَ الخلودْ.
**
(الذاكرة الأبدية)
يُلاحِقُهُمُ مَوتُهمْ ضاحكاً،
فتهزِمُهُ صَدورهُم،
ويَعبُرُهُ صَوتُهُمُ
كأنّ الصدى أُمَّةٌ لم تَخُنْ.
سيَذكُرُهُمُ المَوجُ حينَ ينامُ،
ويَذكُرُهُمُ الدَّهرُ حينَ يُفيقْ،
ويَذكُرُهُمُ الطِّفلُ في جُرحِهِ،
كَأنَّ البقاءَ انبِلاجٌ لهمْ،
وأنَّ الفناءَ
غُبارُ الأعراب السُّكارى
وهم يمضون
في سراب العدم.
**
(سقوط الهياكل)
في آخرِ البحرِ…
تُرفعُ غزّةُ
كأنَّها مِئذنةْ،
وحولَها
تسقطُ كل هياكل الرمل
والشعارات
تذروها ريحُ الحقيقةْ.



