اخر الأخبارطب وعلوم

الصين تسعى لبناء منظومة دفاع جوي تغطي كوكب الأرض!

تواصل الصين اذهال العالم بصناعاتها العسكرية وخصوصاً على مستوى الدفاعات الجوية، فقد كشفت مؤخراً عن منظومة يمكنها تغطية كوكب الأرض بأسره.
شبكة عملاقة قادرة على رصد الصواريخ في منتصف مسارها على بُعد آلاف الكيلومترات. قد يبدو الأمر أقرب إلى الخيال العلمي، لكن الصين تقول إنها باتت تملك نموذجاً أولياً شبيهاً بمشروع “القبة الذهبية” الذي سبق أن طرحته الولايات المتحدة.
ورغم أن الاسم يوحي بصورة قبة عملاقة معلّقة في السماء، فإن الحقيقة مختلفة تماماً. فالقبة الذهبية ليست شكلاً مادياً، بل نظاماً متطوراً للإنذار المبكر الموزع، صُمّم لاكتشاف التهديدات وتعقّبها وتحليلها لحظة بلحظة.
في جوهره، ليس هذا المشروع “فقاعة” سماوية، بل أقرب إلى رادار عالمي، مدعوم بآلاف “العيون الرقمية” الموزعة عبر البر والبحر والجو والفضاء: أقمار صناعية، عوامات محيطية، رادارات، طائرات، ومستشعرات أرضية، جميعها تصب بياناتها في منصة واحدة ضخمة. الهدف المعلن هو تتبع ليس صاروخاً واحداً، بل حتى ألف عملية إطلاق في وقت واحد من أي مكان على الأرض.
الابتكار الحقيقي لا يكمن في زيادة عدد الأقمار أو الرادارات، بل في معالجة البيانات. فلطالما كان دمج أنظمة عسكرية متعددة اللغة – بين سفن ورادارات أرضية وأقمار صناعية – مهمة معقدة. الصين تقول إنها وجدت الحل في منظومة قادرة على دمج كل هذه الأجزاء في صورة موحدة لحظية، تحدد مسارات الطيران، تميّز بين الرؤوس الحقيقية والطعوم، وتفرز التهديدات عن الضوضاء، حتى في ظل الهجمات السيبرانية أو التشويش الإلكتروني.
وتؤكد بكين أن هذا أول نموذج دفاع صاروخي يغطي الكوكب بأكمله، في حين يظل النظام الأمريكي عبارة عن شبكة متفرقة تتكون من معترضات في ألاسكا، رادارات في اليابان، وقواعد في أوروبا. أما النموذج الصيني، إذا أثبت فعاليته، فيتجاوز هذا التشظي ليقدم شبكة موحدة من القطب إلى القطب. وهنا يكمن البعد الجيوسياسي. فامتلاك غطاء عالمي يعني قوة ردع. الخصم لن يسأل فقط: “هل صاروخي سيصيب بكين؟” بل سيتساءل أيضاً: “هل سيبقى غير مرصود لأكثر من ثوانٍ معدودة؟” وهذا الشك بحد ذاته يعيد صياغة معادلة الردع.
ومع ذلك، تبقى القبة الذهبية الصينية عملاً جارياً. فهي لا تزال في طور النموذج الأولي، بحاجة إلى توسيع النطاق والتجارب الميدانية القاسية، خصوصاً أمام تهديدات الصواريخ الفرط الصوتية والأسلحة الشبحية. وهنا يبرز التناقض الدائم، فكلما تسارعت عملية بناء الدرع، تسارعت أيضاً محاولات الخصوم لصناعة “سهام” قادرة على اختراقه.
الخوارزميات قد تصبح أذكى، وأجهزة الاستشعار أكثر عدداً، لكن لا نظام يظل منيـعاً تماماً وسط فوضى الحروب الحديثة. حتى الآن تمثل القبة الذهبية رسالة صينية واضحة إلى العالم بأننا نراقب كل عملية إطلاق وكل حركة وكل تهديد يتم رصده وتعقبه وتوثيقه بدقة.ج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى