حين تبلغ الفتاة سنّ التكليف، تبدأ رحلتها مع المسؤولية الروحية والنضج الإيماني، في لحظة تتحول فيها المعرفة إلى التزام، والبراءة إلى وعي ديني متصل برسالة السماء. ومن هذا المنطلق، أولت العتبة الحسينية المقدسة اهتماماً خاصاً بهذا المفصل التربوي، فامتدت أياديها إلى خارج العراق لترعى أولى خطوات الفتيات نحو طريق التكليف الشرعي.
فقد نظم مركز التبليغ القرآني الدولي التابع للعتبة الحسينية، عبر فرعه في لبنان، حفلاً تكريمياً لـ 80 فتاة سورية بلغن سنّ التكليف الشرعي، وهن من المشاركات المنتظمات في الدورات القرآنية التي يشرف عليها المركز في لبنان.
وقال مسؤول فرع المركز السيد علي أبو الحسن، إن الحفل يحمل رسالة تربوية عميقة تعزز من ارتباط الفتيات بالقرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام، وتُرسّخ مفهوم الحجاب كقيمة إيمانية عليا وليست مجرد زيّ خارجي.
وأشار إلى أن “الاحتفال أُقيم في مقام السيدة صفية بمدينة بعلبك، بحضور الفتيات اللاتي ينحدرن من ،محافظتي حمص ومنطقة السيدة زينب عليها السلام في سوريا، ويُقِمن حالياً في منطقة بعلبك – الهرمل شرق لبنان.
وشهد الحفل أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية، تخللها توزيع أثواب الصلاة والهدايا الرمزية والقرطاسية، كهدايا تذكارية مقدّمة من حرم الإمام الحسين عليه السلام، تعبيراً عن الفخر والدعم لمسيرة الفتيات في طريق الالتزام الديني.
هذا النشاط يعكس دور العتبة الحسينية في رعاية الأجيال الجديدة، ليس فقط داخل العراق، بل في أماكن الشتات أيضاً، حيث تسعى إلى بثّ نور الوعي القرآني وترسيخ الهوية الدينية في وجدان الفتيات منذ اللحظة الأولى للتكليف.
