أحسن برب العرش ظنك

أحمد الكناني
نحنُ الجنازات المؤقت ظلّها
والقبرُ نذرُ الغافلينَ لمن نظرْ
من راح قبلك لم يكن إلا ردًى
فاشحذ يقينكَ واستعدْ ، حان السفرْ
الدرب أقصر من خطى الأحلامِ إنْ
غفتِ القلوبُ وخانها وهج البصرْ
فانظر إلى الأيام كيف نداؤها
يمضي ويُطوى في السنين بلا حذرْ
كم من فتىً بسط الأماني باسماً
وغدا بقبرٍ في التراب بلا أثرْ
لا تنتظر حتفاً يجيءُ على المدى
فالموت يأتي دون وعدٍ أو خبرْ
دنيا سرابٌ والختام حقيقةٌ
فادعُ دعاءك في سجودٍ وانكسرْ
وانهض إلى الإصباح قلبك عامرٌ
في حضرة المولى بصدقٍ المختبرْ
وارقب غروب الشمس واسمع صمتها
فالضوء يبكي حين يأفلُ في المطرْ
واخفض جناحك للضعيف إذا بكى
فالرحمةُ الأمل الجميل المُعتبرْ
واعمر فؤادك لا تغرك زينةٌ
فالنفس إن غُرَّت تهيمُ بلا وترْ
يكفيك قبرٌ ضمَ من كانوا عُلىً
فارفع بزادك إن أردت المعتبرْ
واخشع فإن الله يدري ما انتدى
من دمع قلبٍ في الخفاء إذ انفجرْ
قل: يا إله العرش عبدك قد أتى
يرجوك يامن للمسيء لقد غفرْ
وحِّد ففي التوحيد تنجو من لظى
إذ بات أهل الشرك في مسِّ سقرْ
واترك فناء العمر للبُقيا التي
هي آخر من تبقى بروضٍ ونهَرْ
أحسن برب العرش ظنك إنه
يعفو ويرضيه الموحد إنْ شكرْ



