يابن الرسول

مرتضى التميمي
عندي من الحزنِ ما لا تدرك الناسُ
و لي بحارُ دموعٍ جرفها ماسُ
..
و جثتانِ بلا قبرٍ بذاكرتي
تنامتا كنخيلٍ لونه ياسُ
..
أنا وحيدٌ بجبِّ الكونِ لست سوى
كنيسةٍ لم تزرها قطّ أجراسُ
..
غابَ المرتّلُ عنها حين أخبره
سِفرُ الغيابِ بأن العمرَ قدّاسُ
..
وأنّهُ في جدارِ القلبِ صلّبهُ
تميمةً فتناءى عنه وسواسُ
..
عند المساءِ أساطيرُ الرجوعِ تُرى
قربَ الشموعِ ودربٌ فيه حرّاسُ
..
مشّهرون سيوفَ البُعدِ سادنُهم
خانَ الكتابَ فقامت منه أرماسُ
..
وحين رمتُ ولوجَ الدربِ غادرني
محمّلاً بشريط العمرِ إحساسُ
..
أدري بأن طريقي درب مقبرةٍ
لكن دخلتُ وما في الكونِ جلّاسُ
..
عسى أراهم قُبيلَ الموت ثانيةً
لكي أموتَ وعيني ملؤها ناسُ
..
يا بن الرسولِ لنا في موتكم شرفُ
هيهات تهمل في التاريخ أغراسُ
..
فموعد القدس باقٍ في ضمائرنا
وإن تقافز فوق الحقّ نخّاسُ
..
هذي عيوني بلا عينيك أتركها
لمن يمرون هذا الكون دعّاسُ
..
أنثر بقاياك في الدنيا تطمئننا
فالحزن منتشرٌ والقلب وهواسُ



