حُسَينٌ حَسْرَةٌ للآنَ حَرَّى

فاهم العيساوي
حُسَينٌ حَسْرَةٌ للآنَ حَرَّى
توَهَّجُ في الحُسَينِيِّينَ جَمرَا
فَفِي عاشورَ ريحُ الحُزنِ تُذكِي
لَهيبَ الرَّايَةِ الحَمراءِ ثَأرَا
وَصوتُ الرَّفضِ إرثٌ مِنْ حُسَينٍ
لَدَى الأَحرارِ مِنْ كَفٍّ لأُخرى
فَمَنْ يَعِشِ الحياةَ بلا حُسَينٍ
يَعِشْ مَيتًا بِثَوبِ الذُّلِّ دَهرَا
سنَبكي ما تَفَطَّرَ قَلْبُ طَهَ
لِقَتلِ بَقِيَّةِ الزَّهراءِ نَحْرَا
وَعِندَ اللَّطمِ تَشمَخُ كلُّ كَفٍّ
لِتَصفَعَ في خَيالِ الأَمسِ شِمرا
أَجَلْ عاشَ الحُسينُ بِنَا ولكنْ
لَنَا في كُلِّ عاشُوراءَ ذِكرى
حُسَينٌ ظلَّ بعدَ الصَّحبِ فردًا
مُهابًا بَثَّ في الأَعداءِ ذُعرا
رَأَى الأعداءُ جَيْشًا فيهِ لَمَّا
تَقَدَّمَ نَحوَهُم غَضِبًا هِزَبْرا
يكُرُّ مُوَحِّدًا فيِ العِشقِ رَبًّا
لِيَشطُرَ كُفْرَهُمْ يُمنَى ويُسرَى
يَقُولُ الموتُ يحييني شَهيدًا
فَصَبرًا في مَجالِ الطَّفِّ صَبرا
ولم يَبرُزْ لَهُ في الطَّفِّ فَردٌ
وَكانَ قِتالُهُمْ عشرًا فَعَشرا
إلى أَنْ طاحَ فوقَ الأَرضِ جِسمًا
علَيهِ سِهامُهُم صدرًا وظَهْرا
ليَشمَخَ في سَماءِ المَجدِ روحًا
يَفيضُ بسِرِّهِ الـمَخْبُوءِ جَهْرَا
كَأَنَّ سِهَامَهُمْ صارتْ خُيوطاً
تبُثُّ شعاعَهُ للكَونِ نَصرَا
رأَى المَيمونُ فارِسَهُ استَقّرَّا
لِيَقْضِيَ نَحبَهُ للهِ حُرَّا
فَجاءَ ينوحُ للحَوراءِ لَـمَّا
أَضاعَ الطُّهرَ في المَيدانِ عَصرا
أَأَنسَى كيفَ أَنسَى لَيسَ عُذرٌ
فَلَولَا السِّبطُ ضَاعَ الدِّينُ هَدْرَا
ولا أَنسَى أَبَا الفَضْلِ اسْتَقَلَّتْ
لَهُ الرَّاياتُ (يا عَبَّاسُ) خُضْرَا
لأَنَّ الرَّايةَ الخَضراءَ حَقلٌ
كَمَا العبَّاسُ وَالعُشَّاقُ أدْرى
بأنَّ الحقلَ لا يَزهُو اخضرارًا
بغيرِ الماءِ مشرَعَةً ونَهرَا
وَظَلَّ الجودُ حَتَّى الآنَ يَسقي
فُراتًا لَـمْ يَنَلْ في الطَّفِّ أَجرا
ويَسقي النَّخلَ يَبحَثُ عنْ جَوابٍ
أَجَلْ قتَلوهُ بينَ النَّخلِ غَدْرا
أَبَعْدَ الطَّفِّ حَرقٌ ثُمَّ أَسْرٌ
أَتُسبى زينَبٌ للشَّامِ زَجْرَا
لَعلَّ الوَقتَ لم يُسعِفْ مُصابًا
وأنَّ مشاعرَ الأَقلامِ حَيرَى
حُسَينٌ حَسْرَةٌ للآنَ حَرَّى
فاهم العيساوي
حُسَينٌ حَسْرَةٌ للآنَ حَرَّى
توَهَّجُ في الحُسَينِيِّينَ جَمرَا
فَفِي عاشورَ ريحُ الحُزنِ تُذكِي
لَهيبَ الرَّايَةِ الحَمراءِ ثَأرَا
وَصوتُ الرَّفضِ إرثٌ مِنْ حُسَينٍ
لَدَى الأَحرارِ مِنْ كَفٍّ لأُخرى
فَمَنْ يَعِشِ الحياةَ بلا حُسَينٍ
يَعِشْ مَيتًا بِثَوبِ الذُّلِّ دَهرَا
سنَبكي ما تَفَطَّرَ قَلْبُ طَهَ
لِقَتلِ بَقِيَّةِ الزَّهراءِ نَحْرَا
وَعِندَ اللَّطمِ تَشمَخُ كلُّ كَفٍّ
لِتَصفَعَ في خَيالِ الأَمسِ شِمرا
أَجَلْ عاشَ الحُسينُ بِنَا ولكنْ
لَنَا في كُلِّ عاشُوراءَ ذِكرى
حُسَينٌ ظلَّ بعدَ الصَّحبِ فردًا
مُهابًا بَثَّ في الأَعداءِ ذُعرا
رَأَى الأعداءُ جَيْشًا فيهِ لَمَّا
تَقَدَّمَ نَحوَهُم غَضِبًا هِزَبْرا
يكُرُّ مُوَحِّدًا فيِ العِشقِ رَبًّا
لِيَشطُرَ كُفْرَهُمْ يُمنَى ويُسرَى
يَقُولُ الموتُ يحييني شَهيدًا
فَصَبرًا في مَجالِ الطَّفِّ صَبرا
ولم يَبرُزْ لَهُ في الطَّفِّ فَردٌ
وَكانَ قِتالُهُمْ عشرًا فَعَشرا
إلى أَنْ طاحَ فوقَ الأَرضِ جِسمًا
علَيهِ سِهامُهُم صدرًا وظَهْرا
ليَشمَخَ في سَماءِ المَجدِ روحًا
يَفيضُ بسِرِّهِ الـمَخْبُوءِ جَهْرَا
كَأَنَّ سِهَامَهُمْ صارتْ خُيوطاً
تبُثُّ شعاعَهُ للكَونِ نَصرَا
رأَى المَيمونُ فارِسَهُ استَقّرَّا
لِيَقْضِيَ نَحبَهُ للهِ حُرَّا
فَجاءَ ينوحُ للحَوراءِ لَـمَّا
أَضاعَ الطُّهرَ في المَيدانِ عَصرا
أَأَنسَى كيفَ أَنسَى لَيسَ عُذرٌ
فَلَولَا السِّبطُ ضَاعَ الدِّينُ هَدْرَا
ولا أَنسَى أَبَا الفَضْلِ اسْتَقَلَّتْ
لَهُ الرَّاياتُ (يا عَبَّاسُ) خُضْرَا
لأَنَّ الرَّايةَ الخَضراءَ حَقلٌ
كَمَا العبَّاسُ وَالعُشَّاقُ أدْرى
بأنَّ الحقلَ لا يَزهُو اخضرارًا
بغيرِ الماءِ مشرَعَةً ونَهرَا
وَظَلَّ الجودُ حَتَّى الآنَ يَسقي
فُراتًا لَـمْ يَنَلْ في الطَّفِّ أَجرا
ويَسقي النَّخلَ يَبحَثُ عنْ جَوابٍ
أَجَلْ قتَلوهُ بينَ النَّخلِ غَدْرا
أَبَعْدَ الطَّفِّ حَرقٌ ثُمَّ أَسْرٌ
أَتُسبى زينَبٌ للشَّامِ زَجْرَا
لَعلَّ الوَقتَ لم يُسعِفْ مُصابًا
وأنَّ مشاعرَ الأَقلامِ حَيرَى



