العدو الصهيوني يتمدد في القنيطرة ويواصل عمليات الإبادة بغزة

على وقع أصداء القمة الإسلامية
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
عقدت جامعة الدول العربية، أمس الاثنين، قمة إسلامية طارئة، لبحث الضربة الصهيونية التي استهدفت قادة حماس، الثلاثاء الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، حيث جاءت كما كان متوقعاً لها، منحسرة على بيانات الاستنكار والشجب، وبعيدة عن اتخاذ خطوات جدية من شأنها ان تردع التوسع والتمدد الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط الذي بات يشكل تهديداً لجميع الدول العربية والإسلامية، وان كانت الدعوات من داخل القمة شددت على ضرورة الخروج من عنق البيانات، وتأسيس تحالف إسلامي كما دعا له العراق.
ويأتي انعقاد القمة الإسلامية في وقت يواصل الكيان الصهيوني، انتهاكاته ضد الدول العربية في المنطقة، ويسير نحو تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، دون ان يجد رادعاً، لا من المجتمع الدولي ولا من المجتمع الإقليمي، خاصة في ظل ضعف الحكومات العربية، التي أصبحت أداة بيد أمريكا وإسرائيل، يتم التلاعب بها وفقاً لمصلحتهما، وهو ما يضعف كل القرارات التي تقررها جامعة الدول أو مجلس التعاون الخليجي، على اعتبار ان الدول الأعضاء مكبلة باتفاقيات ومعاهدات مع الجانب الأمريكي، يمنعها من اتخاذ أية خطوة من شأنها ان تحيد العدوان الصهيوني في المنطقة.
القمة العربية انتهت بمخرجات مشابهة لسابقاتها، لكن التوسع الصهيوني في المنطقة لم ينتهِ، بل اتخذ اتجاهات جديدة تؤكد، ان الكيان الغاصب يحاول إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد، وتوزيع مواطن القوة حسب ما تقتضيه مصلحته، وبالتالي فأن استمرار هذا السيناريو من شأنه ان يُولد دولاً إسلامية مفككة أكثر من التفكك الحالي، وليس بمقدورها حماية شبر واحد من أراضيها، كما يحدث حالياً في سوريا، التي اقتضمت أراضي واسعة منها دون أية ردة فعل تذكر.
يشار الى ان قوات الاحتلال الصهيوني تواصل عملياتها بشكل يومي داخل الأراضي السورية، ونصبت قواعد ثابتة جنوب البلاد، وشرعت بتحرك من مختلف الجهات يستهدف قضم أراضٍ جديدة من سوريا، وسط صمت حكومة الجولاني التي أظهرت قوتها على المدنيين العزل من أبناء الطائفة العلوية والدرزية.
ويوم أمس، عمدت قوات الاحتلال على إقامة نقاط تفتيش شمال قرية الرفيد بريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بتفتيش المارة واعتقلت مجموعة من الشباب، كما تم رصد توغل قوة عسكرية صهيونية مؤلفة من عشر سيارات داخل القنيطرة وسط تحليق طائرات استطلاع في أجواء المحافظة، وهو ما يشير الى الاختراق الكبير لسوريا وتمدد إسرائيل للسيطرة على البلدان، واحداً تلو الآخر.
وحول هذا الموضوع، يقول الكاتب والسياسي محمد صادق الهاشمي في تصريح لـ”المراقب العراقي”: إن “الدول العربية والإسلامية مع انها تعتقد أن لديها تطبيعاً مع العدو، إلا أنها مستهدفة من الصهيونية، لتوسيع مساحة إسرائيل، وفق الروايات اليهودية”.
وأضاف الهاشمي، أنه “على العالم العربي والإسلامي، أن يقف بأسره، موقفا واحدا من مشروع الشرق الأوسط التوسعي الصهيوني الذي يقوم على إبادة الشعوب وهتك السيادة ونهب الثروات والموارد الطبيعية”.
وبّين، ان “كل متابع لتصريحات المجرم نتنياهو وزعماء أوروبا وأمريكا فإنهم يجاهرون بأنهم يخططون بقوة لمشروع الشرق الأوسط الذي يعني دمج إسرائيل في الشرق الأوسط وجعلها القوى الفاعلة والقادرة والمهيمنة على المنطقة”.
وأوضح، “الآن يعتبر نتنياهو، أن الفرصة أصبحت أكثر مناسبة ومتوفرة لإقامة شرق أوسط جديد، يهيمن عليه الكيان الصهيوني، منوهاً الى ان نتنياهو استغل الأمم المتحدة وأعلن في الجمعية الوطنية عن مشروعه التوسعي”.
وتابع الهاشمي، أن “الكيان الصهيوني المجرم، شن حملات إبادة جماعية في لبنان، وتتواصل الى يومنا هذا في غزة، إضافة الى استمرار التجويع والتهجير أمام العالم، دون أي اعتراض أو إدانة مما مهّد له أن يتجاوز أكثر في تنفيذ مخططه”.
يذكر ان عمليات الإبادة الجماعية والقصف الوحشي التي يشنها الكيان الصهيوني تتواصل ضد المدنيين في غزة، وقد وسّع جيش الاحتلال، عدوانه خلال الأيام الأخيرة، بهدف اجبار سكان غزة على هجرة القطاع، والضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، فيما يستمر العدوان الصهيوني على اليمن، إضافة الى عمليات القصف والاغتيال في الجنوب اللبناني، وسط عجز الدول العربية والإسلامية عن اتخاذ موقف يضع حداً للانتهاكات الأمريكية والصهيونية في المنطقة.



