الكيان الصهيوني يُشعل فتيل النيران وواشنطن تؤججها

حدود الدول المُطبّعة داخل دائرة الاستهداف
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تتواصل الانتهاكات الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط، عبر استهداف سيادة البلدان وتهديد أمنها واستقرارها، متجاوزة القوانين والأعراف الدولية، إذ لم تتوقف جرائم الكيان الغاصب عند حدود معينة، بل بدأت تمتد حتى الى الدول المُطبِّعة معها، لتجر المنطقة الى فوضى ودمار مدروس هدفه تنفيذ مخططها التوسعي وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد، وفرض سيطرتها على خيرات ومقدرات البلدان.
عدوان صهيوني بالعاصمة القطرية الدوحة استهدف سكناً، يكشف عن نية الكيان الصهيوني بمواصلة الحرب ونشر الفوضى بالمنطقة، وان جميع جهود السلام والتوصل الى اتفاق ينهي الحرب في غزة، هي محاولات تُولد ميتة، في ظل عقلية الاستكبار والاستهتار التي تحكم واشنطن وتل أبيب، وهو ما قد يجر دولاً أخرى للاصطدام مع الكيان الصهيوني، وفقاً لما تقتضيه المصلحة الإسرائيلية، الأمر الذي قد يفرض معادلة جديدة فيها متغيرات سياسية مفاجئة تكشف خلال الفترة المقبلة.
الضربة الإسرائيلية في الدوحة التي استهدفت قادة الصف الأول في حركة المقاومة الإسلامية حماس، كشفت عن ان الكيان الصهيوني ليس له صديق، وأن مصالحه ومساعيه التوسعية فوق الجميع، وان الدول المُطبعة ليست بمأمن من انتهاكات الاحتلال، وان من يعوّل اليوم على إسرائيل عليه ان يتنظر مصيره، كما حدث مع قطر التي تعتبر واحدة من الدول المقربة على تل أبيب ودائماً ما تدعو الى التطبيع وانهاء الصراع مع الكيان الغاصب.
وبحسب مراقبين، فأن الهجوم على قادة حركة حماس في الدوحة هي رسالة صهيونية الى العالم بأن جهود التهدئة ووقف العدوان على غزة غير ممكنة، وأنها ماضية بحربها ضد أية دولة تحاول تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، منوهين الى ان الكيان الغاصب وعلى ما يبدو انه لا يريد التوقف عن الحرب، خاصة مع الدعم الكبير الذي يتلقاه من أمريكا، وبالتالي فأن سيناريو اندلاع حرب شاملة ومباشرة وارد جداً، لأن جبهة المقاومة الإسلامية، لا يمكن ان تقف موقف المتفرج من الانتهاكات التي يقوم بها الكيان.
وبشأن العدوان الصهيوني على قطر، يقول المحلل السياسي أثير الشرع لـ”المراقب العراقي”: إن “الكيان الصهيوني أراد ان يبعث رسالة الى دول المنطقة بأكملها، بأن مصلحتها فوق أي اعتبار، منوهاً الى ان دعوات التطبيع والتقارب مع إسرائيل، لا يمكن ان تجنب الدول من الانتهاكات الصهيونية”.
وأضاف الشرع، ان “دول الخليج وعلى مدى سنوات طوال، تبنت المشروع الصهيوني بالمنطقة، لكن هذا لم يمنع إسرائيل من استهدافها حتى دون سابق انذار، وفقاً للبيان الصهيوني الذي أكد، ان العملية نفذت دون علم قطر”.
وأشار الى ان “التطورات الأخيرة تشير الى ان مرحلة جديدة ستحدث في المنطقة، وقد نرى هجمات مماثلة تستهدف دولاً أخرى، رفعت شعار التقارب مع الكيان الصهيوني، خاصة مع التحذيرات المستمرة لسكان غزة بالإخلاء”.
وأوضح الشرع، ان “لهجة التصعيد التي يتحدث بها قادة الغرب تؤكد، ان دول الاستكبار ماضية بمشروعها، وان الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت كبيرة تتغير فيها المعادلة”.
اعتداء الدوحة ربما يعيد حسابات بعض الدول العربية التي تقف مع المشروع الصهيوني في المنطقة، ومن شأنه ان يحدث ردة فعل قد تغيّر معادلة المعركة، لتتشكل على إثرها، قوة مناوئة للاحتلال يمكنها مجابهة إسرائيل، وتشكيل جبهة للضغط على المجتمع الدولي، لإجبار نتنياهو على وقف التصعيد وإشعال الحروب في الدول العربية والإسلامية، والقبول بالحلول السلمية المطروحة على طاولة المفاوضات.
يشار الى ان وفداً من حركة حماس، برئاسة خليل الحية، التقى يوم الخميس الماضي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والوفد المرافق له، في العاصمة القطرية الدوحة، إذ تم استعراض التطورات السياسية ومستجدات العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، وجرائم التجويع والقتل بكل الطرق الوحشية، كما تم بحث مقترحات المفاوضات المطروحة على طاولة حماس والتي تم تقديمها من جهات متعددة.



