صفقات مشبوهة وروابط خارجية.. هل تُستخدم الفاشنستات جسراً للتطبيع مع الكيان الصهيوني؟

واجهة ناعمة لغسيل الأموال في العراق
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
عاد ملف ما يُسمّى بـ”الفاشنستات” إلى واجهة الرأي العام في العراق، بعد تداول مقطع مصور لحفل في بغداد، حضرته شخصيات مثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بالجانب المادي حيث يُلاحظ أن الأموال التي صُرفت على “عيد ميلاد” غير منطقية ولا معقولة، حتى في بعض الأحيان يتم تبويب هذا الثراء الفاحش على أنه إعلان عن براند أو منتج جديد، وتتم دعوة عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن المتتبع لحقيقة هذه الفعاليات، يجد أنها عملية منظمة للتغطية على جرائم مالية مثل “غسيل الأموال” فمن غير المعقول أن يُصرف مبلغ 300 مليون دينار مثلاً على منتج يُباع بـ10 آلاف دينار.
ويشكل هذا الملف، تطوراً خطيراً خاصة في ظل وجود أموال طائلة تصرف من هذه الشخصيات، والتي لا يُعرف مصدرها، حيث يتوقع البعض، أن “الفاشنستات” هن غطاء لعمليات مشبوهة تتعلق بتجارة الممنوعات، ما يتطلب تحركاً من قبل الحكومة العراقية والجهات الأمنية ذات العلاقة .
وطالب مراقبون بضرورة مساءلة “الفاشنستات” وفق قانون “من أين لك هذا؟” الذي تم العمل به منذ سنوات عدة لمعرفة مصدر الأموال الطائلة التي بحوزتهن، والكشف عن الجهات التي ترتبط بهن سواء داخل العراق أو خارجه، خاصة وأن مصطلح “الفاشنستات” قد أثار جدلاً كبيراً في السابق بعد توصّل جهات أمنية إلى معلومات تتعلق بوجود ارتباطات مشبوهة بمافيات وجهات خارجية.
وحول هذا الأمر، يقول المراقب للشأن الاجتماعي عبدالله شلش الكناني في حديث لـ”المراقب العراقي”، إن “خطابات ما تسمّى بالبلوكر أو الفاشينستا، تؤثر بشكل كبير على البيت العراقي وحتى على الأسرة”، لافتا إلى أن “هذا يشكل تهديداً على ما يمتاز به العراق من ترابط أسري”.
وأكد الكناني، أن “هذه الشخصيات تهدد الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي، خاصة وأن العراق قد حقق نتائج جيدة من الاستقرار في هذه المجالات”، داعيا إلى “ضرورة تتبع ملف البلوكرات ومعرفة ارتباطاتهم الخارجية أو الداخلية ومصادر تمويلهم”.
وأشار إلى أن “هناك دوراً تؤديه هذه البلوكرات، وهو التلاعب بعقول الناس الذي يمكن اعتباره، النوع الخامس من الحروب والتغذية لهذه العقول لحرفها عن مسارها الحقيقي”، مستدركاً: أن “الفاشنستات لديهن ارتباطات سياسية مع أطراف معينة، وهو ما يؤثر حتى على القرار السياسي في البلد”.
ويأتي هذا بالتزامن مع التوتر الكبير الذي يشهده الشرق الأوسط، في ظل العمليات التوسعية للكيان الصهيوني وشروعه نحو تغيير خارطة المنطقة عسكرياً أو استخبارياً، وهو ما يؤكد أن هذه المجاميع قد يكون لها تمويل خارجي يُراد منه ضرب التنظيم الداخلي للعراق من خلال سلوكيات لا تتناسب مع العادات والتقاليد التي بُنيت عليها الأسرة العراقية، وفقاً للتعاليم والشريعة الإسلامية.
هذا ويرتبط ملف الشهرة في العراق وتحديداً لدى بعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي بموضوع الابتزاز والتهديد، سيما في الآونة الأخيرة، حيث جرت العديد من هذه المشكلات، والتي تطلب بعضها تدخلاً أمنياً، كما يرى آخرون، أن “الفاشنستات” هن قدوة سيئة للجيل القادم أو الناشئ في العراق، نتيجة للسلوكيات غير الأخلاقية التي تصدر منهن.



