اخر الأخباراوراق المراقب

الإمام الحسن المجتبى (ع) راعي حقوق الشيعة

الشيخ جاسم الأديب..

لقد عانى الشيعة عبر العصور المختلفة الظلمَ وقاسَوا أبشع البطش والاضطهاد لولائهم لأهل البيت (عليهم السلام) واتباعهم إيّاهم، وهذا الأمر تشهد به مصادر التأريخ ويقرّ به المؤرّخون ومنهم أبو الفرج الأصفهاني في كتابه (مَقاتل الطالبيين) حيث استعرض مقتطفات من ظلامات الشيعة عبر العصور.

ومن العهود الصعبة التي مرت على الشيعة هو عهد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي آلت إليه الخلافة الواقعية بعد أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وعاصر معاوية بن أبي سفيان الناقم على الشيعة لنصرتهم الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في صراعاته معه.

فقد عايش الإمام الحسن (عليه السلام) ظروفاً صعبة جداً تدور بين كثرة المخالف وخذلان الناصر وحقد معاوية الدفين على الشيعة الذين كانوا يتوقّعون من إمامهم نصرتهم ودفع هذا البطش العاتي من طاغوت زمانهم.

ورغم كل هذه الظروف الشديدة فقد بذل الإمام المجتبى (عليه السلام) بالغ جهده وقصارى مساعيه لرفع ذلك البطش وحفظ حقوق الشيعة المضطهدين.

من هم الشيعة؟

الشيعة في اللغة هم الأتباع والأنصار والأعوان، وإلى ذلك يشير الأزهري في قوله: ” معنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً…والشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي (صلى الله عليه وآله) ويوالونهم.

وفي (القاموس): “شيعة الرجل بالكسر أتباعه وأنصاره والفرقة على حدة، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنّث، وقد غلب هذا الاسم على من يتولّى علياً وأهل بيته حتى صار اسماً لهم خاصاً، والجمع أشياع وشيع كعنب.

وقال ابن خلدون في مقدّمته: ” إعلم أنّ الشيعة لغة هم الصحب والاتباع ويطلق في عُرف الفقهاء والمتكلّمين من الخلف والسلف على أتباع علي وبنيه رضي الله عنهم.

وفي (لسان العرب): الشيعة القوم الذين يجتمعون على الأمر، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة… والشيعة أتباع الرجل وأنصاره، وجمعها شيع، وأشياع جمع الجمع، ويقال: شايعه كما يقال والاه من الولي.

 وقد اختص هذا اللفظ بمن تولّى أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وبنيه (عليهم السلام) وأقر بإمامتهم، حتى صار ينصرف إليهم إذا أطلق عند الاستعمال من دون قرينة وأمارة.

وقال النوبختي: “أوّل الفرق الشيعة، وهم فرقة علي بن أبي طالب (عليه السلام) المسمّون بشيعة علي (عليه السلام) في زمان النبي (صلى الله عليه وآله) وبعده معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته منهم: المقداد بن الأسود، وسلمان الفارسي، وأبو ذر جندب ابن جنادة الغفاري، وعمّار بن ياسر، ومن وافق مودّته مودّة علي (عليه السلام)، وهم أوّل مَن سمّي باسم التشيّع من هذه الأُمّة، لأنّ اسم التشيع قديم، شيعة إبراهيم، وموسى، وعيسى.

ولعل من خيرة التعاريف للشيعة تعريف أبان بن تغلب الذي يعد من صحابة الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام)، قال: “الشيعة الذين إذا اختلف الناس عن رسول الله أخذوا بقول علي، وإذا اختلف الناس عن علي أخذوا بقول جعفر بن محمد.

منزلة الشيعة عند المعصومين (عليهم السلام)

تضافرت الأخبار عن المعصومين (عليهم السلام) بعظم منزلة الشيعة عندهم، وصُرّح في كثير منها أنّ الشيعة منهم خُلقوا من فاضل طينتهم، وأنّ من عادى شيعتهم فقد عاداهم.

يقول أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران: “سمعت أبا الحسن (عليه السلام): ‏ من عادى‏ شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا لأنهم منّا خلقوا من طينتنا من أحبهم فهو منا ومن أبغضهم فليس منّا.

وعن ابن عباس، قال: “قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي شيعتك‏ هم الفائزون يوم القيامة، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك، ومن أهانك فقد أهانني، ومن أهانني أدخله الله‏ نار جهنم خالدا فيها- وبئس المصير.

يا علي أنت منّي وأنا منك، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، وشيعتك خُلقوا من فضل طينتنا، فمن أحبّهم فقد أحبّنا، ومن أبغضهم فقد أبغضنا، ومن عاداهم‏ فقد عادانا، ومن ودّهم فقد ودّنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى