الأسطول البحري الإيراني .. قوة تفرض نفسها في المياه الإقليمية

تمتلك الجمهورية الإسلامية أسطولاً بحرياً يمكنه منافسة القوى العالمية الكبرى، بالإضافة الى أنه قوة متخصصة، تعتمد على الحروب غير المتناظرة، والتكنولوجيا المحلية، وتُعتبر القوات البحرية الإيرانية (IRIN) الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة الأسطول النظامي، بما في ذلك الغواصات والسفن الحربية الكبيرة.
وتشمل هذه القوة أكثر من 18,500 جندي ، وأكثر من 100 سفينة وغواصة ، وتتوزع عملياتها بين الخليج وبحر قزوين، حيث تركز على حماية المياه الإقليمية، وتأمين خطوط الشحن، ومواجهة أي انتهاك محتمل للسيادة الإيرانية.
ووفقًا لتقارير وإحصائيات غير رسمية تحتل البحرية الإيرانية المرتبة الـ37 بين أقوى 145 قوة بحرية في العالم، وهو تصنيف يعكس نمو قدراتها رغم العقوبات والقيود التكنولوجية. هذا التصنيف لا يجعلها منافساً مباشرًا للدول العظمى، لكنه يؤكد أنها تمتلك قوة بحرية متقدمة، قادرة على فرض نفسها في نطاقها الإقليمي.
أبرز ما يميز هذا الأسطول هو تنوعه الكبير، الذي يضم مدمرات حديثة مثل “ذو الفقار” و”سهند” و”زاغروس”، التي تدخل الخدمة واحدة تلو الأخرى، وهي مصممة لإطلاق صواريخ دقيقة ولتنفيذ مهام استخبارية.
وفرقاطات من فئتي “ألفاند” و”موج”، بعضها بريطاني الصنع وبعضها إيراني، تلعب دوراً محورياً في العمليات البحرية المتوسطة، إضافة الى سفن برمائية هجومية وكورفيتات، تُستخدم في نقل القوات وشن الهجمات السريعة.
لكن العنصر الأكثر إثارةً في هذا الأسطول هو أسطول الغواصات، الذي يضم بين 19 و27 غواصة ، من ضمنها ثلاث غواصات ديزل-كهربائية من فئة “طارق” (كيلو)، استُخدمت في مهمات استراتيجية، منها زرع الألغام وإطلاق صواريخ كروز. كما تمتلك إيران غواصتين من فئة “فاتح”، وعددا كبيرا من الغواصات الصغيرة من فئة “غدير”، التي تتميز بقدرتها على المناورة في المياه الضحلة.
رغم أن طهران لا تمتلك حالياً أي غواصة تعمل بالطاقة النووية، إلا أنها تسعى لتحقيق هذا الهدف منذ سنوات. وفي عام 2018، أعلن مسؤولون إيرانيون عن خطط لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، لكن التكنولوجيا والعقوبات الدولية لا تزال تشكل حاجزاً أمام تحقيق هذا الطموح.
ما يملكه أسطول الغوص الإيراني اليوم هو مجموعة من الوحدات ذات القدرة المتقدمة نسبياً: فئة “طارق”: غواصات روسية الصنع، طول كل منها 74 متراً، ويمكنها إطلاق صواريخ كروز أو زرع الألغام. رغم تقدم عمرها، إلا أنها لا تزال تُستخدم في مهمات استراتيجية.
فئة “فاتح”: غواصة محلية الصنع، دخلت الخدمة عام 2019، ومزودة بأنابيب لإطلاق الطوربيدات والصواريخ، وتُستخدم بشكل أساسي في المياه الساحلية.
فئة “غدير”: غواصات صغيرة جداً، يصل عددها إلى 23 وحدة، وتُستخدم في العمليات الخاصة والهجمات المفاجئة.
فئة “نهنگ”: غواصة واحدة فقط، يُعتقد أنها مخصصة لنقل القوات الخاصة.
وتسعى إيران إلى تحسين قدرات هذه الغواصات، من خلال تركيب أنظمة دفع مستقل من الهواء (AIP)، وهو ما يزيد من قدرتها على البقاء تحت الماء لفترات أطول، ويمنحها قدرة تشغيلية أكبر.
وتنتشر القواعد البحرية الإيرانية عبر منطقتين جغرافيتين: الشمال (بحر قزوين)، والجنوب (الخليج وخليج عمان). وكل قاعدة تلعب دوراً مختلفاً، من التصنيع إلى الدعم اللوجستي للعمليات القتالية.
قاعدة بندر عباس: أكبر مركز انتشار بحري، ومقر القيادة العامة للقوات البحرية، ومركز تصنيع السفن والغواصات.
قاعدة جاسك: نقطة دفاع أولى في خليج عمان، مع مواقع رسو متقدمة، وتعمل على حماية المصالح الاقتصادية.
قاعدة تشابهار: الوحيدة المطلة على المحيط الهندي، وهي بوابة إيران إلى آسيا الوسطى.
قاعدة بندر أنزلي: مركز تصنيع الغواصات وحماية المنشآت النفطية شمال إيران.
قاعدة خرج: حامية منشآت النفط الكبرى في الخليج.
قاعدة الإمام علي: في تشابهار، تُنفذ منها دوريات استطلاعية وهجومية في خليج عمان.
إلى جانب هذه القواعد، هناك قواعد خاصة بالحرس الثوري، مثل قاعدة سيريك قرب مضيق هرمز، وقاعدة أبو موسى التي تضم منظومات دفاع صاروخية وتحصينات تحت الأرض.
على عكس الأسطول النظامي، تعتمد القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي (IRGCN) على نوع مختلف من العمليات، تُعرف باسم الحرب غير المتناظرة ، والتي تشمل استخدام الزوارق الصاروخية السريعة، وزرع الألغام، وشن هجمات كر وفر.
وتضم هذه القوة:
10 زوارق Houdong
25 زورق Peykaap II
10 زوارق MK13
وحدات خاصة لتنفيذ عمليات استخبارية وهجومية
وهذه القوات تتميز بالسرعة والقدرة على المناورة، مما يجعلها تهديدًا دائمًا لأي تواجد بحري معادٍ.



