عشائر سُنية تتورط في مجازر قتل الأقليات بسوريا

المناطق الغربية بحاجة الى متابعة أمنية حاسمة
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
تعيش سوريا، أوضاعاً مضطربة، نتيجة للصراعات المسلحة ما بين العشائر هناك، والقوات الحكومية التابعة للإرهابي الجولاني، حيث تتصارع هذه الأطراف ضمن ما يسمّى مناطق النفوذ فيما بينهما، وتريد كل جهة فرض سيطرتها ونفوذها على مجموعة من الأراضي، وهذه الفوضى تعد أمراً متوقعاً لكل بلد يشهد انقلاباً على الحكم الرسمي فيه، فبعد وصول مجاميع الجولاني لحكم دمشق انقضت بعض الأطراف المسلحة هناك للسيطرة على مناطق وأراضٍ جديدة، وهو ما ولّد صراعاً مسلحاً لم تكتب نهايته بعد.
وبعد أن كانت الهجمات المسلحة داخل مناطق سورية محددة باتت اليوم تتوسع لتصل إلى الحدود العراقية، من جهة دير الزور وهو ما دفع الحكومة العراقية إلى تعزيز الانتشار الأمني في تلك المناطق لمنع أي فوضى على الحدود المشتركة ما بين بغداد ودمشق، ولقطع الطريق على تسلل أي من المجاميع الإرهابية لداخل الأراضي العراقية.
وفي ظل هذا الحراك المسلح والتطورات الخطيرة التي تشهدها دمشق، فأن بعض العشائر العراقية من المحافظات الغربية دخل خط المواجهة عبر إرسال أبنائها إلى الأراضي السورية للمشاركة في القتال بحجة دعم عشائر دمشق التي تقاتل الدروز المدعومين من الكيان الصهيوني، وهذا يعد مؤشراً خطيراً على الأمن القومي العراقي، ويطرح العديد من التساؤلات أولها هو، كيف سمح النظام السوري الحالي لهذه العشائر بالدخول خاصة انها مسلحة وقد تشكل خطراً على الوضع العام في دمشق؟ وما مدى خطورة ذلك على الوضع الأمني في العراق، إذا ما عادت تلك العشائر للعراق؟.
مراقبون شددوا على الحكومة بضرورة متابعة هذا الملف ومعرفة من هي العشائر التي ذهبت بالفعل للمقاتلة داخل الأراضي السورية، كون هذا له انعكاسات خطيرة مستقبلاً لحسابات عدة في مقدمتها أن هذه العشائر قد تحاول نقل التجربة السورية داخل العراق، ما ينذر بعودة الصراع الإرهابي الذي خاضته قواتنا الأمنية مع العصابات الإجرامية المتمثلة بداعش.
وكان المسؤول الأمني للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله الحاج أبو علي العسكري، قد حذر في وقت سابق، من تسرّب بعض العراقيين من المناطق الغربية إلى سوريا، بدعوى الفزعة إلى نظام الجولاني الإجرامي، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى رصد هذه الظاهرة ومنع تفاقمها.
في السياق، قال المحلل السياسي سعيد البدري في حديث لـ”المراقب العراقي”، إنه “فيما يرتبط بما جرى الحديث عنه بقيام بعض أفراد العشائر من الغربية وتلبيتها لدعوة الإرهابي الجولاني في قتال الدروز بالسويداء، فأن هذا المسلسل يشير إلى وجود علاقات بين اتباع الجولاني وهؤلاء الذين يمكن اعتبارهم خلايا نائمة”.
وأكد البدري، أن “هذا يشير أيضا إلى أن هؤلاء يأتمرون بأمر الخارج، ما يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي العراقي”.
وأشار البدري إلى أن “بعض الجهات الدولية تحاول من خلال تسلل هؤلاء إلى الأراضي السورية، أن تعمل على ضرب السلم الأهلي في العراق”، مبينا: أن “خطورة هذه الخطوة تكمن في تعامل هذه العشائر مع مرجعية أمنية خارجية، وينبغي ان تكون هناك تحقيقات مكثفة، على اعتبار ان التوتر عبر الحدود قد يسمح لهؤلاء بان ينتجوا حالة عدم استقرار في الداخل العراقي، وهذا له مضار على الأمن الداخلي العراقي”.
وكانت مصادر أمنية قد كشفت في وقت سابق عن قيام بعض العشائر الغربية بشراء كميات كبيرة من السلاح، وتزامن هذا مع بدء الصراعات المسلحة داخل الأراضي السورية، وهو ما يؤكد مشاركة هذه الأطراف بالقتال الحاصل بين بعض الأطراف السورية.



