تحذيرات من حراك دولي لاستهداف العصابات ودفعها الى الحدود العراقية

مع استمرار الانتهاكات الدموية في سوريا
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تمرُّ منطقة الشرق الأوسط بمرحلة اضطرابات كبيرة، أثرت بشكل واسع على أمن واستقرار الكثير من البلدان، نتيجة التدخلات الصهيونية والأمريكية بشؤون المنطقة، ومحاولتهما فرض خارطة جيوسياسية تناسب أهدافهما، وبالتالي تعيش جميع الدول حتى المؤيدة للكيان الصهيوني، حالة ارباك وقلق من المخططات التي تريد اضعاف المنطقة وجعلها تخضع لقوى الاستكبار، ولعل مشروع نزع سلاح المقاومة أحد أسبابه.
يُعد العراق واحداً من أكثر البلدان التي قد تواجه مخاطر أمنية مستقبلية، سيما مع تواصل الاضطرابات في سوريا، وسيطرة الجماعات المتطرفة عليها، ومحاولة ما تُعرف بحكومة الجولاني، التخلص من هذه الجماعات، لتبرئة نفسها من الجرائم العرقية التي تُرتكب في السويداء، وقبلها في الساحل السوري بحق المدنيين العزل، الأمر الذي قد يدفع العصابات الاجرامية في سوريا الى التسلل عبر الحدود العراقية، كما حدث خلال السنوات الماضية إبان سيطرة داعش على المحافظات الغربية.
يشار الى ان وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، أكد، أن الحدود العراقية مؤمنة وجميع المنافذ البرية بين العراق وسوريا لا تزال مغلقة، مشددًا على أن العراق لن يسمح بأي تسلل عبر الحدود، مشيراً الى أن بعض المجموعات الإرهابية لا تزال تنشط في الداخل السوري، مما يتطلب مزيدًا من الإجراءات الأمنية على الحدود بين البلدين.
وبحسب خبراء في مجال الأمن، فأن العراق اتخذ، إجراءات مشددة لمنع تسلل الإرهابيين عبر حدوده منذ سقوط نظام الأسد، وبالتالي فأن عبور الجماعات المتطرفة بات صعباً، لكن هناك تخوفاً من خيانة أمريكية عبر تهريبهم ونقلهم الى الأراضي العراقية، الأمر الذي قد يشكل خطراً على استقرار البلاد، سيما مع وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش الاجرامي في بعض المناطق العراقية، ما يتطلب جهداً مضاعفاً للقوات العراقية من خلال توجيه ضربات قاصمة لبقايا داعش.
وحول هذا الموضوع، يقول الخبير الأمني عدنان الكناني لـ”المراقب العراقي”: ان “ما يجري اليوم في سوريا هو صراع داخلي وجودي، لأن هناك مواطنين يحبون بلدهم ولا يريدون حكم العصابات الاجرامية، لذلك ما يحدث الآن، لا يمكن ان ينعكس على الوضع العراقي”.
وأضاف الكناني: “لو تحدثنا عن المخططات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، فربما يتم زج العصابات التكفيرية بالداخل العراقي، سيما مع وجود خلايا نائمة، وبالتالي يشكلون خطراً على أمن واستقرار العراق، منوهاً الى ان الأمر يتطلب وقفة جادة وانتباهاً لتحركات الدواعش في الداخل”.
وأشار الى ان “العراق يمتلك قوة كبيرة ولديه الخبرة في مواجهة العصابات الاجرامية، لكن يجب عدم الاغفال عن المخططات ومسك زمام الأمور بقوة حتى لا تتكرر أحداث الموصل التي سقطت فيها القطعات الأمنية خلال ساعات نتيجة خيانة بعض القادة العسكريين”.
وحذر الكناني من “الاختراق الأمريكي الذي يؤثر على الأمن، فكلنا رأينا كيف سقط الأسد خلال أيام، وكيف انهارت القوات الأمنية العراقية عام 2014، الأمر الذي يتطلب عملاً جاداً وعدم اغفال التحركات الإرهابية”.
وأجرت القوات الأمنية العراقية، تحصينات مهمة على طول الشريط الحدودي مع سوريا، وعززت الإجراءات الأمنية على الحدود بعد سقوط النظام السوري، كما أقدم العراق على إقامة جدار كونكريتي على طول الشريط الحدودي بين البلدين.
وتشهد سوريا خلال اليومين الماضيين، اضطراباً بعد مهاجمة عصابات الجولاني، اتباع الطائفة الدرزية وشنت عمليات تطهير عرقية ضدهم، الأمر الذي أدى الى اندلاع اشتباكات مسلحة في محافظة السويداء، أجبرت عصابات الجولاني على الانسحاب من المدينة، وسط مطالبات سورية وإقليمية ودولية بإقالة حكومة الجولاني على اعتبار انها ولدت من بيئة إرهابية وستجر سوريا وحتى البلدان المجاورة الى صراعات، خاصة في العراق بسبب الامتداد الحدودي ووجود أماكن رخوة تنشط فيها الجماعات المتطرفة.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي، أعربت الحكومة العراقية عن مخاوفها من تسلل عناصر إرهابية إلى الأراضي العراقية، إذ فرضت بغداد، إجراءات مشددة ورقابة أمنية مكثفة على الحدود بين البلدين، وأبقت العلاقة مع حكومة الجولاني شكلية لحين تشكيل حكومة سورية ينتخبها الشعب.



