مفردات في جواهر الحسين عليه السلام..

بقلم : منهل عبد الأمير المرشدي …
الحديث عن مصيبة عاشوراء في كربلاء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام بواقعة الطف لابد أن يؤطربكل ما يُسكب حبًّا ودمعًا بين سطور الولاء المفعم بمذاق الحزن الممزوج بالفخر . للسبط الشهيد الساكن في الضمائر المتربع على سويداء القلوب ابن الطهر والنور والسماء.. سيدي أبا عبد الله عليك منّا سلام الله يا من خُلقْتَ لتهزّ عروشَ الظالمين وتكتب على جبين الأرض لا طاعة لظالم وهيهات منّا الذّلة . سلامٌ عليك يا وجه النبي في الميدان ، يا صدى جبرائيل في المعركة، يا صوتا لا يموت ودمًا سال فأسقط دولًا وأقام ضمائر! أيّها السبط الشهيد،
لو تعرف الأرض قيمتك لسجدت تُقبِّل خطاكَ وتتشرف في ممشاك. لو أن السيوف تدري مَن ذا الذي تجاسرت على جسده الشريف لارتجفت خجلاً وتهاوت تحت قدميك. علّمتنا سيدي الإمام أن الحياةَ لا تُقاس بالأنفاس بل بالوقفة حين يميلُ الناسُ كل الناس إلا ثلة ممن ملك شيئا من الثبات والإحساس وبالحضور حين يغيب العقل وبالنور حين يعمّ الليل ويسود الظلام . سيدي يا شمسا شاء من شاء أن يطفئ نورها في كربلاء كي تغيب وهيهات أن تغيب فها هو نورك سيدي نبراسًا يحرِّك الأجيال ويوقظ الضمائر ويعلّم الإنسان كيف يكون حرا ويلهم الشعوب كيف تمتلك السيادة والقرار . سيدي : أيها الدم المنتصر على سيف الظلم والبغي والطغيان .. أيها المبعوث في ساعة الموت بل قد بعثتَ الأمة من غيبوبتها وما مرّ عاشوراء إلا وأيقظتَ فينا كل كربلاء. ها هو يومك مولاي يصرخ فينا قفوا بخشوع فإننا على أبواب الحسين واخفضوا أصواتكم فإن كربلاء لا يُرفع فيها إلا صوت قداسة الدم الزكي وتطهَّروا فإن ذكر الحسين طُهرٌ لا يمسّه غبار النسيان . أيها السبط الوحيد الغريب العطشان المظلوم الواقف بجبين من نور بشجاعة علي المرتضى ونور فاطمة الزهراء وسكينة قلب النبي المصطفى وهتافك يعلو ألا وإن الدعيَّ ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة وهيهات منّا الذلة .. مولاي .. أهي العظمة التي تحتويها أم تحتويك.. أأنت حفيد النبوة أم أنت مصداق النبوة تمشي على الأرض؟ أأنت ابن عليّ الكرار أم أنت سيفُ علي حين صدأت أغماد السيوف؟ أأنت الشهيد على منحر الكبرياء أم أنت تعريف لكل شرف وكرامة وحرية وإباء ؟ قتلوك سيدي كي تموت وتنتهي فإذا بك تولد وتبتدئ . نحتاجك سيدي في أمة ساد بها الظلم والخنوع والضياع يا بن رسول الله .. لقد تفشى نفاق الأدعياء .. نحتاج دمك الطاهر الزكي المسكوب في وجدان الحق وصوتك الثائر صراط لكل مظلوم ونشيد لكل حرّ. غبي كل من يسأل لماذا نبكي الحسين .؟ كيف لا نبكيه سبطا للنبي وابنا للوصي وفلذة لكبد الزهراء سيدة النساء وسيدا لشباب أهل الجنة . السلام على صاحب المصيبة الراتبة والدمعة الساكبة السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار وما جعله الله آخر العهد مني في زيارتكم.



