العراقيون يتصدرون صفحات التأريخ في فصول المقاومة ضد الاحتلال

من الفالة والمكوار الى المُسيّرات والصواريخ
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
ونحن نعيش في أجواء ثورة العشرين الخالدة، التي تدلُّ على أن الشعب العراقي بطبيعته وتأريخه الأصيل، رافض للوجود الأجنبي والاستعمار، على اعتبار أن هذه الثورة قامت بالأساس بالضد من الاحتلال الإنجليزي والتي جاءت بتأييد ودعم مباشر من المرجعية الدينية آنذاك، ما يؤكد أن الجميع رافض لأي تدخل أو احتلال، سواء في الماضي أو الحاضر والمستقبل.
ان فتيل الثورة التي انطلقت من مدينة الرميثة، ذات الأغلبية الشيعية جنوبي العراق، والتي صارت فيما بعد، محطة للجهاد ضد الوجود الأجنبي المحتل، مازال مشتعلاً على يد فصائل المقاومة الإسلامية، التي لا تزال تواجه المحتل من أجل إخراجه مذلولاً، بعد أن رفض كل الطرق السلمية لمغادرته العراق والمنطقة.
ولا يمكن عبور التضحيات التي قدمها أبناء الجنوب أيضا خلال معارك التحرير بالضد من عصابات داعش الإجرامية، حتى أن عدد الشهداء وفقاً للبيانات قد تجاوز الآلاف وغالبيتهم من الجنوب والفرات الأوسط، حتى تمكنوا من تحقيق الانتصار الأكبر على هذا المشروع الذي كان يراد له فرض السيطرة التامة على البلاد، من الموصل إلى الفاو وإخضاعه للحكم الإرهابي.
وكل مشاريع الاحتلال في العراق والمنطقة دائما ما كانت تتكسر على صخرة المقاومة التي كانت ومازالت بالمرصاد للمشروع الخارجي ونجحت في إفشاله مرات عدة، وحتى ما يخص مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحاول الإدارة الصهيونية تنفيذه في المنطقة، فقد مُني بهزيمة كبرى من قبل محور المقاومة في الشرق الأوسط.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي إبراهيم السراج، في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “ثورة العشرين مازالت تمثل علامة فارقة في تأريخ المقاومة العراقية”، مشيراً إلى أن “هذه الثورة الخالدة أرست مفاهيم السيادة والكرامة، وهي ملحمة وطنية مازالت تستلهم منها الدروس حتى يومنا هذا”.
وأوضح السراج: أن “ثورة العشرين عام 1920 لم تكن مجرد انتفاضة شعبية ضد الاحتلال البريطاني، بل كانت تأسيساً حقيقياً لروح النضال الوطني، وجسّدت وحدة العراقيين من مختلف المكونات والطوائف في وجه الظلم والهيمنة الأجنبية”.
وأضاف: أن “هذه الثورة صنعت أمجاداً مازالت حاضرة في الوجدان العراقي، ويجب على الأجيال الجديدة التوقف عند بطولاتها، لأنها تمثل جذوراً حقيقية لثقافة المقاومة”.
وأشار السراج إلى أن “بطولات الحشد الشعبي في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، لا تقل أهمية عن ملاحم ثوار العشرين، فقد واجه رجال الحشد أشرس التنظيمات الإرهابية وقدموا التضحيات، من أجل الحفاظ على وحدة العراق وسيادته”.
وبيّن: أن “هناك قاسماً مشتركاً بين ثورة العشرين وملاحم الحشد، يتمثل في الدفاع عن الأرض والكرامة ورفض أي شكل من أشكال الهيمنة”، داعياً إلى “تخليد هذه التضحيات وتدريسها في المناهج التعليمية لضمان استمرار الوعي الوطني”.
وتمثل تلك التضحيات، امتداداً لثورة العشرين التي زرعت بذرة المقاومة الأولى وحظيت بتأييد شعبي وديني، ما جعل منها ذكرى للتفاخر كونها نجحت في إنهاء الاستعمار البريطاني، كما أنها مثلت البداية التي ألهمت الأجيال العراقية على مقارعة المحتل فيما بعد، بحسب مراقبين، حيث أكدوا أن هذه الثورة مثلت نقطة التحول الرئيسة في تأريخ العراق الحديث.
هذا ولم تقتصر المقاومة على حمل السلاح فقط، بل أيضا على المستوى السياسي، فقد شهدنا ولادة العديد من الكتل والأحزاب الوطنية التي أخذت على عاتقها محاربة الاحتلال سياسياً وقانونياً، وتمكنت خلال السنوات السابقة من إصدار قرار يلزم الحكومة بالمضي نحو إنهاء الوجود الأجنبي لاسيما الأمريكي في العراق، وغلق هذا الملف بشكل تام خاصة بعد تمكّن قواتنا الأمنية وحشدنا الشعبي من حفظ الأمن والاستقرار.



