مشروع إبراهام خنجر في قلب فلسطين يدخل عواصم عربية جديدة الى “حظيرة التطبيع”

كرة النار وتشعل الشرق الأوسط
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
ما يزال مشروع التطبيع الذي تعمل عليه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها الكيان الصهيوني قائما في منطقة الشرق الأوسط، من خلال جذب المزيد من الدول العربية ذات الأغلبية السنية مثل مصر والسعودية والإمارات والآن سوريا بالإضافة إلى الأردن وغيرها من البلدان التي أعلنت وبشكل رسمي التعامل مع “الكيان” بالشكل الذي ينافي ثوابت الأمة الإسلامية وتمسكها بقضيتها المتمثلة بتحرير القدس واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بالعيش كدولة كريمة في أرضه.
وبعد موجة سابقة من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني والتي أعلنت فيها الإمارات رسميا التطبيع معه فإن تل أبيب شهدت تعليق لوحة إعلانية كبيرة ضمت العديد من الرؤساء العرب، ولكن الغريب أن بعض هذه الشخصيات كان ينادي بحقوق الفلسطينيين وأنه جاء لمقاتلة الاحتلال الصهيوني، أمثال الإرهابي الجولاني الذي بات اليوم يسمى بـ أحمد الشرع، والذي غازل العالم العربي بملف القدس وتحريرها لكنه سرعان ما رمى بدمشق في أحضان المحتل وسلم مقاليد الدولة السورية وأرضها للتوغل الصهيوني الذي بات اليوم على مشارف دمشق.
الغريب في موجة التطبيع هذه أنها تأتي وفق شروط صهيونية وليس عربية أي برغبة من الدول التي تريد تطبيع علاقاتها مع العدو الصهيوني، لا بل صار الأمر اليوم عكسيا حيث إن “إسرائيل” هي التي تضع الشروط وتختار الزمان والمكان، وما يؤكد صحة ذلك هو حديث وزير الخارجية الصهيوني الذي أكد أن شروط كيانه المحتل للتطبيع مع دمشق هو إبقاء الأراضي التي احتلها تحت سيطرته وأن الجولان السوري لا يدخل ضمن الأراضي التي يجري التفاوض عليها، في حين لم يصدر أي موقف سوري رسمي للرد على تلك الادعاءات وإنْ دلَّ هذا على شيء فإنما يدل على قبول وموافقة من قبل حكومة الجولاني.
وحول هذا الأمر يقول المحلل السياسي حيدر عرب الموسوي في حديث لـ”المراقب العراقي” إن “الخارطة التي انتشرت مؤخرا والتي تضمنت اللونين الأسود والأخضر جاءت إشارة إلى المطبعين مع الكيان الصهيوني وهي واحدة من أساليب الضغط على محور المقاومة باعتبار أن خارطة سابقة نُشرت كانت فيها بلدان ضمن دول المقاومة واليوم تراجعت”.
وأضاف الموسوي أن “هذه الخارطة واللوحة الإعلانية هي رسالة من الكيان الصهيوني يحاول من خلالها تغطية خسارته الحرب مع إيران عبر ادعائه بتحقيق منجز من خلال ضم عدد من الذين كانوا يُعتبرُون أعداءً للكيان خاصة سوريا ولبنان، والتي يحاول الصهاينة وضعهما ضمن محور التطبيع والخيانة”.
وتنسجم هذه التحركات مع ما يُعرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعمل عليه السلطات الصهيونية بدفع ومساعدة من قبل الإدارة الأمريكية التي تريد القضاء على محور المقاومة في المنطقة، كونه الجهة الوحيدة الرافضة للتوسع الصهيوني والتي تقاتل من أجل وحدة الأمة ومصلحتها العليا، عكس ما تقدمه بعض الدول العربية من قرابين ودعم للكيان الصهيوني وواشنطن من أجل التعامل معها أو كسب رضاها.
يُذكر أن دول المقاومة في كل من العراق ولبنان واليمن وفلسطين والجمهورية الإسلامية الإيرانية قد خاضت خلال السنتين الماضيتين حربا شرسة مع الكيان الصهيوني وداعميه دفاعا عن الشعب الفلسطيني، الذي يصارع من أجل طرد المحتل واستعادة حقوقه المسلوبة، فيما تمكنت طهران عبر صواريخها المتقدمة من تعطيل هذا المشروع الصهيوني الراغب في التوسع وتعريفه بحجمه.
هذا ورفضت الحكومات العربية في السابق الاعتراف بالكيان الصهيوني بعد قيامه عام 1948 احتجاجا على تقسيم الأراضي الفلسطينية، لكن اتفاقيات إبراهام جاءت عام 2020 حينما وقّعت كل من الإمارات والسودان والبحرين والمغرب بشكل علني على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، فيما حاول مسؤولو الكيان اتخاذهم هذا الاسم (إبراهام) بحجة التعبير عن الارتباط بين اليهود والمسلمين والمسيحيين لاشتراكهم عند نبي الله إبراهيم عليه السلام، في محاولة لإيجاد مقبولية لليهود عند الأديان الأخرى.



