الأمن السيبراني.. السلاح الأول للحفاظ على سيادة الدولة

هل يحظى باهتمام الحكومة العراقية؟
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
بات العالم اليوم يعيش أجواءً مضطربة في ظل وجود أطماع تحاول بعض الدول الغربية تمريرها في منطقة الشرق الأوسط من خلال الكيان الصهيوني الذي يمكن توصيفه بأنه الأداة التنفيذية لجميع المخططات الخبيثة التي يريد من خلالها المحور الغربي، توسيع نفوذه في المنطقة والسيطرة على مقدراتها، عبر وسائل وأساليب قد لا تكون عسكرية ولا أمنية بل إجراءات أخرى تعد أكثر تطوراً في ظل التقدم الهائل بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي بات اليوم واحداً من أهم أسلحة العصر، نتيجة لما حققه من نتائج نوعية في بعض الصراعات التي حصلت.
ولا يخفى على أحد، أن الأمن السيبراني هو جزء من هذا التقدم أو التطور، ويعد سلاحاً فتاكاً تستخدمه الدول المتطورة تكنولوجيا في الكشف عن بعض الوثائق السرية والتحركات المسبقة التي يخطط لها العدو، من أجل تنفيذ عمليات ردع استباقية، ولهذا نجد أن الدول تخصص الكثير من موازناتها لتطوير هذا المجال على حساب باقي الوسائل الدفاعية، على اعتبار أن الحرب اليوم لم تعد حرب سلاح وقتال، بل صار التنافس مبنياً على من يمتلك تكنولوجيا متقدمة ومتطورة، لتحقيق أهداف وغايات معينة دون خسارة مادية أو بشرية.
وفيما يخص العراق، فأن الحكومة ربما تكون غافلة عن هذا الملف الخطير أو تتجاهل أهميته، كونها لم تحقق أي تقدم في هذا المجال الذي بات اليوم السلاح الأول ومنه قد تقاس قوة وتطور أي بلد، ولهذا فأن مختصين بهذا المجال كانوا قد طالبوا الحكومة بضرورة إنشاء مراكز خاصة بالأمن السيبراني، وجعله مادة أساسية من مواد التدريب ومغادرة الأساليب البدائية حتى فيما يخص الكليات العسكرية وتطوير مهارات العاملين في هذا الاختصاص أو من لديهم إطلاع عليه، بالإضافة إلى جعله جهازاً مشابهاً للأمن الوطني وغيره من الأجهزة الأمنية، بدلاً من الاكتفاء بتنظيم ورش ومحاضرات بشأنه.
وحول هذا الأمر، يقول عضو مجلس النواب مختار الموسوي في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “تشكيل جهاز خاص بالأمن السيبراني يحتاج الى قانون أشبه بالقانون الخاص بالأمن الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب وبقية الأجهزة الأمنية”، مبيناً: ان “مجلس النواب مصاب بشلل في الوقت الحالي، نتيجة الخلافات السياسية، ولهذا نستبعد تمرير مثل هذه القوانين المهمة”.
وأضاف: أن “التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية احبطت هذا القانون وعليه نستبعد ان يتم تمريره في هذه الدورة”.
وأتهم الموسوي، “رئيس البرلمان بتعطيل المجلس بأكمله”، لافتا إلى أنه “حتى بعد العطلة التشريعية لن تعقد أية جلسة للبرلمان”.
والأمن السيبراني هو عبارة عن حماية الأنظمة والشبكات والبرامج والأجهزة والبيانات من الهجمات الرقمية التي تتراوح من البسيطة إلى محاولات تدمير البنية التحتية الحيوية.
وتزايد الاعتماد على التكنولوجيا والاتصال بالإنترنت، ما يجعل الأمن السيبراني أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث أن الخسائر الناتجة عن الهجمات السيبرانية، يمكن أن تكون كبيرة.
يشار الى ان العراق كان قد شكل مديرية تابعة لوزارة الداخلية متخصصة بالأمن السيبراني، لكنها بقيت محدودة العمل، فيما تتزايد الدعوات الى ضرورة إيجاد جهاز خاص بهذا الشأن الأمني المهم.



