Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

واشنطن تستخدم “عصابات الجولاني” غطاءً لبقاء طويل الأمد في العراق

مع قرب موعد الانسحاب الزائف


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
لم تتوقف المطالبات والدعوات العراقية، لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، فبعد مواجهات مسلحة وضربات متواصلة لقواعد واشنطن شنتها المقاومة الإسلامية العراقية، اضطرت أمريكا الى الجلوس على طاولة الحوار مع بغداد بشأن تحديد جدول زمني لإنهاء تواجدها في العراق، إذ عقد الجانبان، جولات متعددة اتفقا خلالها على انهاء مهمة التحالف الدولي، تمهيداً للانسحاب الكامل، وتم توقيع اتفاقيات استراتيجية تلزم الولايات المتحدة ببنود الاتفاقيات.
وعلى الرغم من مرور أشهر على الاتفاق العراقي الأمريكي، إلا ان واشنطن لم تقم بأي تحرك يثبت حسن نيتها بالانسحاب من العراق، بل على العكس، زادت أمريكا من حراكها العسكري في الكثير من المناطق، سيما القريبة من الحدود العراقية السورية، الأمر الذي يبين عدم جدية الولايات المتحدة بالخروج من العراق، وهو ما أكدته المقاومة الإسلامية عند بدء المفاوضات بين بغداد وواشنطن.
وعقب انطلاق المفاوضات بين العراق وأمريكا بشأن الانسحاب العسكري، أكدت قوى المقاومة العراقية، أن أمريكا لا تلتزم بالاتفاقيات، وان خروجها من البلاد لن يتم إلا عبر القوة، وأنها ستتنصل من الاتفاقيات التي تبرمها مع بغداد عبر خلق حجج ومبررات لضمان وجودها، فيما يؤكد مختصون في مجال الأمن، ان الأمريكان لن ينسحبوا من العراق إلا عبر استخدام القوة، سيما وان واشنطن تعتبر العراق، موقعاً استراتيجياً مهماً خاصة خلال المرحلة الحالية.
وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا، نهاية أيلول الماضي، إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في البلاد، تمهيداً للاتفاق على جدول زمني لا يتعدى عامين، يضمن انهاء الوجود العسكري الأمريكي، بعد جولات حوار امتدت لأشهر بين الجانبين، على خلفية تصاعد ضربات المقاومة الإسلامية ضد القواعد الأمريكية.
ويبدو ان واشنطن تريد ان تتخذ من الملف السوري مبرراً لبقاء قواتها في العراق، وبدأت بعض الشخصيات السياسية الداعمة للاحتلال، تعزف على هذا الوتر، وهو ما فسّره مراقبون بأنه رسائل أمريكية يراد ايصالها الى العراق بشكل غير مباشر.
يشار الى ان رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد صرّح خلال لقاء تلفزيوني، بضرورة بقاء القوات الأمريكية لمحاربة داعش على الحدود السورية العراقية، كما أعرب عن قلقه “من بعض الجماعات الموجودة على الحدود المشتركة مع سوريا”، مشددا على ضرورة التواصل بين الطرفين، من أجل حل تلك المسألة، على حد تعبيره.
وبشأن هذا الموضوع، يقول الخبير الأمني د. سلام الزبيدي لـ”المراقب العراقي”: إن “الوجود الأمريكي لا مبرر له، ويعطي انعكاسات سلبية عن الواقع العراقي، منوهاً الى ضرورة الالتزام بالاتفاقات بين بغداد وواشنطن المتعلقة بالانسحاب”.
وأضاف الزبيدي: أن “الاتفاقيات الأخيرة بين العراق وأمريكا واضحة وتنص على ان الانسحاب يجب ان يكون تدريجياً وتتحول العلاقات من الطابع العسكري الى تعاون في مختلف المجالات”.
وأشار الى ان “الحكومة أكدت انها توصلت الى اتفاق لإنهاء مهمة ما يسمّى بالتحالف الدولي، تمهيداً للانسحاب الكامل، موضحاً: ان واشنطن وعبر التأريخ دائماً ما تنقض الاتفاقيات مع البلدان”.
وأوضح: انه “لا يوجد مبرر لوجود قوات عسكرية سواء كانت أمريكية أم أجنبية خاصة وان العراق يمتلك قوات قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وأثبتت ذلك خلال مواجهتها للتنظيمات الاجرامية”.
وبيّن الزبيدي، ان “استمرار وجود القوات الأمريكية يعتبر احتلالاً وسلباً للسيادة العراقية على اعتبار ان وجود قواعد واشنطن هو انتهاك للسيادة، مشيراً الى ان تصريحات رئيس الجمهورية بهذا الخصوص غير موفقة وهو غير مخول بالحديث عن هذا الملف الذي يعتبر من اختصاص الحكومة والبرلمان”.
ويقول مراقبون، إن الحديث عن الانسحاب الأمريكي منذ البداية لم يكن حقيقياً، وكل التصريحات الأمريكية الرسمية تؤكد، أنه لا حديث عن الانسحاب خلال جولات الحوار والتفاوض، بل هي حوارات لتطوير العلاقة على مختلف الصُعد وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي، مبينين، ان الولايات المتحدة ستتحجج بالوضع السوري مع قرب موعد الانسحاب نهاية العام الجاري، بل على العكس ستعزز واشنطن وجودها في الداخل العراقي، الأمر الذي قد ينذر بعودة الاستهداف العسكري لقواعد واشنطن في العراق.
ويوجد نحو 2500 عسكري أمريكي في العراق حسب الاحصائيات الرسمية ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسة في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، لكن مصادر أمنية مطلعة تؤكد، ان قواعد واشنطن ومن بينها السفارة الأمريكية تضم عدداً أكثر من المعلن عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى