اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

السوداني بزيارته الثالثة لتركيا.. ملفات الأمن والمياه على قائمة أولوياته

هل تكون بروتوكولية أم تفكيكاً للأزمات؟


المراقب العراقي/ سيف الشمري..
من المؤمل أن يزور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تركيا الخميس المقبل، بزيارة هي الثالثة له منذ توليه المنصب قبل أكثر من سنتين، وتأتي في ظل التغييرات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، نتيجة للحرب الصهيونية وعدوانها المستمر في فلسطين ولبنان وحتى سوريا التي باتت تحكمها عصابات الجولاني، والتي تشكل خطراً على الأمن القومي العراقي، ولهذا قد يكون هذا الملف الأبرز في جدول زيارة السوداني خاصة وأن هذه المجاميع تمول من قبل تركيا، وهي أحدى أدوات مشروعها التوسعي في المنطقة والذي تعمل على تكراره في العراق، من خلال تدريب مجاميع مسلحة بمحافظتي نينوى وكركوك تحت مسميات مختلفة.
وإلى جانب ذلك، فقد تشهد الزيارة مناقشة قضية المياه سيما ونحن على أبواب فصل الصيف وذروة الموسم الزراعي، بالتالي من الضروري أن تلتزم تركيا بقضية الاطلاقات المائية، والحفاظ على الكمية الموردة للعراق وعدم استخدامها كورقة للضغط على بغداد التي عانت طيلة السنوات القليلة الماضية، الجفاف وتراجع نسبة الأراضي المزروعة إلى أقل من النصف تقريبا.
كما قد يتناول برنامج زيارة السوداني، مسألة الخروقات التركية المستمرة على المدن العراقية الشمالية وتحديدا في دهوك، خاصة بعد الإعلان الرسمي لحزب العمال الكردستاني الذي أوقف خلاله، عمليات إطلاق النار والتحول للسلوك الدبلوماسي، وهو ما يسقط الذرائع أمام تركيا في ضرب الأراضي العراقية التي كانت تقول إنها تشكل تهديداً لأمنها الوطني، نتيجة لوجود عناصر الحزب المتمركزين على الحدود مع تركيا.
مختصون طالبوا السوداني بالخروج عن البروتوكولية ومخاطبة الجانب التركي بـ”النِد” خاصة في ظل الاستقرار الذي يشهده البلد على المستوى السياسي والأمني وحتى الاقتصادي، والتركيز على المصالح العامة للعراق خاصة ما يتعلق بالاعتداء على السيادة الوطنية المتكرر من قبل أنقرة.
في السياق، يقول المحلل السياسي محمود الهاشمي في حديث لـ”المراقب العراقي”: “توجد ملفات كثيرة تخص منطقة الشرق الأوسط، على اعتبار أن التغيير الذي حصل في سوريا تتحمل تركيا الجزء الأكبر منه”، مبينا: أن “أنقرة تمتلك قوات على الأراضي العراقية وهو ما يجب مناقشة إنهائه”.
وأضاف الهاشمي: أن “الزيارة ستبحث قضية تأمين الحدود، وأيضا ملف المياه، حيث حاولت تركيا دفع كميات كبيرة من المياه نحو سوريا، لدعم حكومة الجولاني مقابل تضييق الكميات الواصلة للعراق”.
في السياق، أكدت مصادر، أن الزيارة ستشهد دعوة الرئيس التركي أردوغان لحضور القمة العربية التي ستعقد في بغداد بالسابع عشر من الشهر الحالي، والتطرق لموضوعات المياه والتوغل التركي داخل الأراضي العراقية وضرورة إنهائه.
هذا ووصل وفد عراقي رسمي إلى العاصمة التركية أنقرة، أمس الاثنين، وذلك في إطار التحضيرات الجارية للزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى أنقرة خلال الأسبوع الجاري.
يشار إلى أن هذه الزيارة تعتبر الأولى خلال العام الحالي، والثالثة خلال العامين الماضيين، حيث أجرى السوداني، زيارة رسمية إلى تركيا في تشرين الأول 2024 التقى خلالها أردوغان، وبحث معه ملفات عديدة أبرزها تطوير العلاقات بين البلدين، وطريق التنمية، والوضع السياسي في عموم المنطقة، عقب زيارة رسمية أجراها في آذار من العام نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى