اليمنيون يوسعون رقعة الاشتباك ويزلزلون عروش الاستكبار ويغيرون بوصلة المواجهة

من صنعاء الى البحر الأحمر المعركة لم تنتهِ
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
على مدى سنوات طوال، سعت دول الاستكبار العالمي بمساعدة بعض الدول العربية، الى إنهاء محور المقاومة الإسلامية في المنطقة، وخاضت حروباً كثيرة وسخّرت أموالاً طائلة لإنتاج شرق أوسط خالٍ من حركات تفشل المخططات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، لكن جميع هذه المحاولات انتهت بالفشل، بسبب قوة وصلابة محور المقاومة، إضافة الى التطور العسكري الذي يظهره خلال كل مواجهة، وبالتالي أصبح عقبة تفشل كل المشاريع الاستعمارية في المنطقة.
وخلال عملية طوفان الأقصى وما أعقبها من عمليات إبادة وقصف وحشي استهدف دول محور المقاومة، أعلنت أمريكا والكيان الصهيوني ودول أوروبية أخرى بأن هذه الحرب هي آخر الحروب بالنسبة لمحور المقاومة الإسلامية، وان المرحلة المقبلة في المنطقة لن يكون للمقاومة دور فيها، في مقابل ذلك، أعلن قادة المحور بأن المقاومة فكرة والفكرة لا تموت، وان وقف العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني في احدى الجبهات، لا تعني الخسارة بل لإعادة ترتيب الأوراق، وإعطاء الضوء الأخضر لجبهة جديدة من منطلق مبدأ وحدة الساحات.
ما تنفذه جبهة اليمن اليوم من عمليات نوعية وضربات قوية وصلت الى عمق الكيان الصهيوني تؤكد ما وعدت به المقاومة الإسلامية، بأنها لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، وان الحرب مستمرة ضد إسرائيل حتى تنسحب من غزة، وان المعركة مازالت مستمرة، سيما وان أمريكا والكيان الصهيوني اليوم في حيرة بسبب ضربات أنصار الله، واستمرار الحصار الاقتصادي المفروض على بحري العرب والأحمر، إضافة الى الضغط الذي تتعرّض له واشنطن نتيجة رضوخها للتفاوض مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وبحسب مراقبين، فأن أمريكا والكيان الصهيوني وبقية الدول المساندة لهما، توقعوا بأن المعركة انتهت بعد اعلان الهدنة مع حزب الله اللبناني، لكنهم تفاجأوا بقوة حركة أنصار الله اليمنية، والتي على ما يبدو باتت عصية على الآلة العسكرية الأمريكية، وبالتالي فأن المواجهة مستمرة ومحور المقاومة حاضر وبفاعلية كبيرة بالمنطقة، وسيفرض شروطه على الغرب مهما حاول اقصاءه أو إنهاء تأثيره.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي محمد صادق الهاشمي لـ”المراقب العراقي”: إن “المقاومة الإسلامية فكر، والفكر لا يمكن ان ينتهي، الكثير ظنوا ان مع استشهاد قادة المقاومة بأن المحور انتهى، لكنه اظهر خلاف ذلك”.
وأضاف الهاشمي لـ”المراقب العراقي”: أن “الضربات المستمرة ضد الكيان الصهيوني من اليمن، تؤكد ان جميع من تحدّث عن نهاية المقاومة الإسلامية هم واهمون”، مبيناً: ان “ضربات أنصار الله أربكت حسابات الكيان الصهيوني”.
وأشار الى ان “المقاومة الإسلامية خاضت معارك كثيرة وخسرت قادة كباراً لكنها لم تنتهِ ومازالت موجودة، وكلما قدمت المقاومة دماءً زادت قوتها واصرارها على مواجهة الكيان الغاصب”.
وتواصل حركة أنصار الله اليمنية، عملياتها العسكرية بالصواريخ الباليستية والمُسيرات التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني، إضافة الى فرض حصار تجاري على حركة السفن التجارية التابعة لأمريكا والكيان الصهيوني والدول المتعاونة معهما، الأمر الذي كبّد واشنطن خسائر تقدر بملايين الدولارات.
على الجانب الآخر، فأن استمرار عمليات حركة المقاومة الإسلامية حماس ضد جيش الاحتلال، بالإضافة على قدرته بالمناورة وعدم تسليم الأسرى للكيان الصهيوني، يظهر ان واشنطن وتل أبيب فشلا في تحقيق الأهداف التي اندلعت من أجلها الحرب، بل العكس فقدوا الكثير من قدرتهما العسكرية، إضافة الى اتساع الخلافات بين أمريكا وإسرائيل على المستوى السياسي.



