الحشد الشعبي يفكك “الجيل الثالث” من عصابات داعش بعمق بساتين الطارمية

ضربات قاصمة تنهي نشاط التنظيمات الإجرامية
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
منذ انتهاء معارك التحرير في العراق، وإعلان النصر على تنظيم داعش الإجرامي، تواصل القوات الأمنية مدعومة بقوات الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية، بتوجيه ضربات لفلول التنظيمات الإجرامية، خاصة في مناطق ما تُعرف بحزام بغداد، لتقطع الطريق أمام أية محاولات لإعادة العراق الى مرحلة الفوضى، التي تسعى اليها أمريكا عبر أدواتها الداخلية المتمثلة ببعض الأطراف السياسية، إضافة الى الدعم اللامحدود من بعض الدول العربية للجماعات المتطرفة في العراق.
وعقب اعلان التحرير وبشكل يومي، تنطلق عمليات أمنية لتفتيش المناطق الزراعية في المحافظات المحررة تقودها قوات مشتركة من الحشد الشعبي والجيش العراقي، وتسفر عن القاء القبض على قيادات بارزة في التنظيم المجرم، إضافة الى الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وهو ما أضعف هذه التنظيمات، وقضى عليها بشكل تام في بعض المناطق.
وبالإضافة الى عمليات الدهم والتفتيش المتواصلة، كان لضربات سلاح الجو العراقي دور كبير في إضعاف وتلاشي التنظيمات الاجرامية، إذ نفذت ضربات جوية بواسطة طائرات الـF16 أسفرت عن هلاك أكبر قيادات التنظيم المجرم، وبالتالي استطاع العراق عبر جهود قواته الأمنية، فرض قبضته على بقايا داعش، ومنعه من إعادة ترتيب أوراقه والانتشار في العراق، كما حدث مع التنظيمات الاجرامية في سوريا.
وتعتبر مناطق حزام بغداد من المناطق المعقدة جغرافياً وكانت حاضنة للتنظيم المجرم والتي اتخذها موقعاً لتنفيذ هجماته على أحياء العاصمة، اليوم تنعم بوضع أمني مستقر نسبياً نتيجة الضربات النوعية التي نفذتها القوات الأمنية ضد بقايا داعش، الأمر الذي جعلها مناطق خالية تماماً من فلول الإرهاب، وأي تحرك يكون تحت رصد أجهزة الاستخبارات، وبالتالي أجهضت كل محاولات تهديد العاصمة.
وحول هذا الموضوع، يقول المختص في مجال الأمن هيثم الخزعلي لـ”المراقب العراقي”: إن “القوات الأمنية أظهرت تطوراً كبيراً خلال المرحلة الماضية، واستطاعت تصفية كبار قادة التنظيم المجرم، اليوم أغلب مناطق حزام بغداد مؤمنة بفعل العمليات المتواصلة”.
ويضيف الخزعلي: أن “القوات الأمنية بعثت رسائل اطمئنان للعراقيين، عبر توجيه ضربات نوعية للتنظيمات الاجرامية خلال فترة وجيزة، منوهاً الى ان عملية الطارمية أظهرت، ان القوات الأمنية تستطيع القتال في أصعب المناطق تعقيداً”.
وأشار الى ان “مناطق حزام بغداد تعد من المناطق الصعبة عسكرياً، لكن بفضل الجهود المتواصلة للقوات الأمنية، واستمرار عمليات البحث والتفتيش، أضعف وجود الجماعات الإجرامية، على الرغم من انها كانت حاضنة رئيسة لداعش الإرهابي”.
وفي وقت سابق، تمكنت قوة مشتركة من الجيش العراقي والحشد الشعبي من قتل ثلاثة إرهابيين ينتمون لما يُعرف بـ”الجيل الثالث” من تنظيم داعش، في عمق بساتين قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد، في إنجاز يُعد ضربة موجعة لما تبقى من خلايا التنظيم النائمة.
وبحسب خبراء في مجال الأمن، فأن العملية تمثل تحولاً واضحاً في العمل الاستخباري، وتأكيداً على تطور القدرة في تعقب أوكار الإرهاب، رغم تعقيدات التضاريس والمخابئ، سيما وان الخلية الإرهابية التي تم تصفيتها يوم أمس في الطارمية، تعتبر من أخطر مجاميع التنظيمات الإرهابية في القضاء.
العمليات النوعية والضربات القاصمة ضد التنظيمات الاجرامية، تدل على قدرة القوات الأمنية بالتصدي لأي تعرض إرهابي، وإمكانية إدارة الملف الأمني والدفاع عن سيادة البلاد من التهديدات الخارجية، خاصة في ظل تواصل الدعوات الوطنية لإنهاء الوجود الأمريكي في العراق، إذ استطاعت القوات الأمنية وخلال مدة قصيرة، تصفية ما يقارب الـ50 قيادياً في التنظيم المجرم، ما يعني ان نهاية الإرهاب في العراق باتت قريبة جداً.



