نفوق أعداد كبيرة من جاموس أم الودع

شهدت أهوار أم الودع في الناصرية خلال الآونة الأخيرة كارثة بيئية حقيقية، إذ يُعاني سكانها جفافا غير مسبوق اجتاح مساحات شاسعة من أراضيهم، ما انعكس بشكل مباشر على حياتهم اليومية.
ولم يتبقَّ لهؤلاء السكان سوى مجاري مياه ضحلة تغذيها مياه المصب العام المالحة، الأمر الذي أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الجاموس، وانهيار الثروة السمكية، إلى جانب توقف النشاط الزراعي بشكل شبه تام.
وقال نعيم علي، أحد سكان الأهوار: “مواشينا تضررت كثيرًا بالأمراض، ولا بيطرة تأتينا، ولا لقاحات، ولا حتى علاجات”.
وأضاف: “منذ بدء الجفاف تكبدنا خسائر فادحة، لا تُعد ولا تُحصى.”
ومن جانبه قال الدكتور أسعد المطيري، المدير التنفيذي لحملة إنقاذ الأهوار:إن “هذه الحملة جاءت بالتعاون مع منظمة المناخ الأخضر، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر، وتشمل تقديم اللقاحات وتشخيص الأمراض في أهوار أم الودع ومحيطها.”
ومن جهتها، أوضحت الدكتورة آية من منظمة المناخ الأخضر:أن “هدفنا تشخيص ورصد الحالات الوبائية المنتشرة، وتسليط الضوء على أهمية الأهوار ودعم مربي الجاموس في هذه المنطقة المنكوبة.”
ورغم كل محاولات الإنقاذ، يبقى مصير أهوار أم الودع معلقًا على جهود أكبر وأكثر شمولًا، إذ يتطلب الأمر تعاونًا محليًا ودوليًا حقيقيًا لاستعادة الحياة إلى هذه المسطحات المائية المهددة بالزوال، وإنقاذ ما تبقى من هذا الإرث البيئي والإنساني العريق.